بمجرد أن قطع سعيد خطوة مجنونة نحو الدكتاتورية بإعلان نفسه قائدا أوحد لكل أصناف القوات الحاملة للسلاح، استبشر هؤلاء ونطقوا من جنابهم من شدة الفرح.. ومن شدة الشماتة في خصمهم السياسي النهضة.. وفي كل من يُشتمّ من موقفه رائحة تشابه ولو عرضي مع موقف النهضة من سعيد.
شخصيا كتبت عن سعيد منذ الدور الأول للانتخابات.. وكتبت خاصة في الدور الثاني حين كان الجميع بما فيهم النهضة يبايعونه.. وقلت بوضوح أنه عارٌ على السياسة وأنه ضحل إلى درجة تسيئ إلى الحد الأدنى من العقل.. ولم أنتخبه..
لذلك لا أشعر بأي التقاء مع موقف النهضة ولا غيرها من سعيد.. بل وسأقولها بوضوح.. كم أحتقر في داخلي كل من عبّر عن إعجاب بشخص.. كل علامات الضحالة تقفز من ملامحه قبل أن ينطق.. فما بالك حين ينطق. كل من لم ير في جملة سعيد خللا نفسيا/ذهنيا /سياسيا عميقا لا أراه مؤهلا للخوض في السياسة.
لذلك أحتقر موقف النهضة أيضا التي ساهمت في خلق المأساة الحالية.. لا فقط بسبب كونها أدارت نتائج انتخابات تسعطاش بشكل مخزٍ حتى سلمت بيدها قرار تعيين رئيس الحكومة لسعيد.. بل منذ أن عينت الجبالي عديم الكفاءة والأهلية على رأس أول حكومة منتخبة بعد ثورة... وكل مسار العبث والاستهتار السياسي والتنظيمي بأولويات التأسيس الديمقراطي داخلها...
ولذلك أيضا.. أقول للذين يعتبرون انحراف سعيد الدكتاتوري موجها إلى النهضة فقط.. ولا يخفون فرحهم الأحمق والمجرم بقرب تصفيته لها.. والله لا تحشموا.. الحرية التي جاءت بها الثورة ليست ملك النهضة.. هي من صنع الشباب الذي استشهد بعفوية ونقاء أكبر منكم ومن كل السياسيين…
الحرية هو جوهر الكرامة الإنسانية… وحتى إن لم يحسن السياسيون إدارتها والمحافظة عليها، فلست مستعدا كشخص أن أعيش يوما من دونها…
بالفلاڤي.. كل من يفرح بالدكتاتورية قليلا أو كثيرا.. في قلبه أو بلسانه.. تكتيكا أو استراتيجيا.. هو عندي أقذر من جيفة فأر.. عارٌ على نفسه وأهله…
الحرية تفدى بالدم…