سعيّد شكر ميلوني اليمينية الفاشية لأنها تقول بصوت عالٍ ما يقوله الآخرون (يقصد شركاءها الأوروبيين) في الخفاء. هي فهمت الأمر مديحا فانطلقت في موجة قهقهة سعيدة.. بصوت عالٍ طبعا. ما الذي تقوله ميلوني ليحتفي بها سعيّد هكذا ؟
منذ أشهر تكرر ميلوني مع أعضاء حكومتها جملة وحيدة حول تونس : أيها العالم عليك أن تدعم قيس سعيّد وتعطيه كل الأموال التي يحتاجها ليرسّخ حكمه ويحوّل تونس إلى دولة متخصصة في دور دولي وحيد وهو تخليص أوروبا من كابوس الهجرة الافريقية. كيف ذلك؟
تزويدها بكل الإمكانيات اللوجستية لمنع عبور المهاجرين الأفارقة عبر البحر المتوسط. وأيضا وربما الأهم إقامة محتشدات تجميع المهاجرين السريين في تونس لإعادتهم من حيث أتوا أو إدماجهم فيها.
والديمقراطية التي قال وزير خارجية ميلوني مرة أنها يجب أن تعود في تونس؟ كان ذلك طريقة للضغط على الحكم في تونس قبل أن يتم التخلي عنها نهائيا.
هذا مقصد سعيد بالضبط :
شكرا ميلوني لأنك تقولين بوضوح ما لا يريد الأوروبيون الآخرون قوله : لا يعنينا أن تكون يا سعيد ديمقراطيا أو دكتاتورا.. كن ما تريد. والأفضل أن تكون دكتاتورا. المهم أن تنجح في إقامة نظام قوي يؤمّن لنا حدودنا ويصدّ عنا موجة الهمجية الافريقية العربية التونسية نهائيا.. وبأي طريقة. وسنساعدك بكل سخاء.. لولا أننا نعرف أنك ام تمسك بعد بالبلاد كما نريد.
* ميلوني تنتمي إلى اليمين الإيطالي العنصري الفاشي. حكومتها متهمة من طرف منظمات إيطالية بعرقلة عمليات إنقاذ قوارب المهاجرين، أي بالقتل المتعمّد للبشر. أي بجرائم ضد الإنسانية.
مجرد مصافحتها هو في الأدنى صمت عن إجرامها. أعرف أن للديبلوماسية أحكاما. ولكن الإنسانية جوهر لا يتجزّأ.
تبا.