من يقرأ التصريحات المتناثرة للناطق باسم الاتحاد سامي الطاهري بعد لقاء المكتب التنفيذي مع رئاسة الحكومة.. تصريحات تقريبا "تحت حس مس"، إذ لم يكلّف الاتحاد نفسه مشقة إصدار بيان رسمي تفصيلي حول لقاءاته بالحكومة وحول الملفات الخطيرة المطالب بمعالجتها...
ويقرأ بيان اليعقوبي الفضيحة باسم نقابة التعليم الثانوي، ويرى كيف يكتفي من هو مؤتمن على قطاع عمالي مثقف ومناضل ومحدد في مآلات كل المعارك الوطنية ب"تفهّم" وضع الميزانية العمومية العاجزة بسبب "العشرية حالكة السواد".. في فرض فاجر لقراءة حزبه السياسية لعشرية انتقال قابل لقراءات مختلفة أكثر موضوعية.. فضلا عن أنه هو نفسه كان يقول لمنظوريه أنه حقق لهم مكاسب تاريخية كبرى خلال عشرية يصفها بالسواد.. بما يجعله كاذبا مرتين...
من يقرأ لهذين النقابيين المصادرَين لمنظمة اتحاد الشغل، ينتهي إلى نتيجة بسيطة :
الإتحاد في حالته الراهنة تحول إلى ذراع سياسي لوطد منجي الرحوي وحركة شعب اليعقوبي. أقول في حالته الراهنة لأنني متأكد، كما قلت سابقا، أن الإتحاد كهياكل وسطى وقاعدية سينتهي رغم أنف التنظيمات التي تصادر قراره الآن إلى الالتحاق بحركة القطاعات العمالية المفقّرة والمهانة.
طبعا ستكون لهذا الاحتلال الحزبي الايديولوجي الرخيص تداعياته على مصداقية أهم منظمة مجتمعية في تاريخ تونس الحديث، وسيدفع منظورو الاتحاد من قوتهم وكرامتهم، وستدفع السياسة من معناها وجدواها...
ولكن الأكيد أن قيادة نقابية من نوع الطاهري واليعقوبي ستحسب على فئة "الشرفاء" الذين استعملهم نظام بورقيبة يوما للانقلاب على العمل النقابي الوطني.. ستصنّفهم الذاكرة النقابية تحت عنوان "أحذية الانقلاب في النقابة".