وقفة الثالوث الأوروبي أمس في قصر قرطاج كلها عنجهية وصلف واحتقار للشعب التونسي. ثلاثة وجوه استعمارية قبيحة تحدق في وجوهنا بنذالة لتقول لنا شيئا واحدا:
" أنتم يا توانسة لا تملكون من مصيركم شيئا. نحن فقط من نملك القوة والدهاء والنذالة لنقرر لكم ما نشاء. صحيح أنكم أنجزتم ثورة فاجأتنا حين انشغلنا بصراعاتنا المابينأوروبية واطمأننّا إلى أن دعمنا للدكتاتور الجاهل بن علي كان كافيا لكتم أنفاسكم ولكنه خيّب ظننا. صحيح أيضا أننا أوهمناكم خلال السنوات العشر بعد ثورتكم التي فاجأتنا أننا سنرافقكم بجمعياتنا المدنية في بناء ديمقراطية عظيمة كديمقراطيتنا، وخدرناكم بفكرة "الاستثناء التونسي" حتى كدتم تقيموا فعلا ديمقراطية تحرركم منا، ولكن أجهزة التفكير الاستراتيجي عندنا ذكّرتنا في الوقت المناسب بأن لحظة الحقيقة حانت. وها نحن نرسل إليكم في ضوء النهار وفدا استعماريا يعيدكم إلى ما قبل 1881.
الجميل أننا نملي عليكم النسخة الجديدة من الاستعمار بفضل تعاون وتفهم من يرفعون شعارات معادية لنا منكم. نحن نستمتع فعلا بترسانة الكلامولوجيا الرنانة التي يستعملها رئيسكم ومفسروه وكل أحزمته التي أمّنت كل محطات الخديعة بدءا بيوم 25 العار، مرورا بالاستشارة الإلكترونية الطريفة وصولا إلى استفتاء عظيم حول دستور سلطاني. نستمتع جدا بشعارات السيادة وإنهاء الاستعمار وقيادة تونس لجهود بناء نظام عالمي جديد بفكر جديد سيصحح التاريخ البشري انطلاقا من تونس…
طبعا نحن كأوروبيين مهذبون جدا. ولن نقول لكم أنكم حالة نفسية باتولوجية تستدعي مرافقة طبية لصيقة. نحن نتطوع لهذه المرافقة بكامل اللياقة ولن نحرجكم بشرح حالتكم المتطورة جدا...".
وتبا.. لكل من ساهم ولو قليلا في كل هذا.