فاطمة المسدي وجه بارز من وجوه مرحلة الرثاثة التي تعيشها تونس منذ 25. هي بروفيل سياسي يلخّص المرحلة: جامعية في اختصاص علمي، يعني ليست أمية مدرسيا، ولكنها أمية سياسيا من الطراز النادر.
بصفر ثقافة سياسية ترى نفسها جديرة بأن تلعب دورا قياديا في مسار كل ما يعنيها منه، وتعلن ذلك بوضوح، هو التخلص من الإسلاميين نهائيا بقوة الدولة. فصارت نائبة في مجلس ال8%، وتشارك كثيرا في البرامج الإذاعية باسم المسار. ولكنها كلما تكلمت أثبتت أمية سياسية مخجلة.
بمناسبة وفاة الرئيس الإيراني أمس في حادث سقوط الطائرة. كتبت مستبشرة بقرب نهاية النسخة الإيرانية من الإسلام السياسي. بكل صفاقة وجهل تعتبر موت شخصية سياسية في حادث طيران حدثا سياسيا مصيريا سيغيّر وجه إيران والمنطقة. ومثلما خلّصتنا هي بنضالها الخارق من النسخة الإخوانية للإسلام السياسي، خلّصتنا الطائرة الساقطة أمس من النسخة الإيرانية منه.
لكنها بعد أن احتفلت وبشّرتنا بالخبر السعيد، اضطرّت إلى تنزيل التعزية التي أرسلتها الرئاسة التونسية إلى إيران. أي ثبتلنا روحك يا فاطمة النائبة المشبعة بالسياسة، نفرحوا بنهاية إيران خاطرها إسلامية والا نعزّوها في رئيسها المتوفَّى...؟
بصدق نحب ننصحك يا فاطمة.. راهي الحياة واسعة وعريضة وما فيهاش كان السياسة، فيها الكروشي، وفيها طريزة النوّار على فروشات العرايس، وفيها فن الحلويات التقليدية…
وفيها زادة مدارس محو الأمية السياسية في صفوف الجامعيين المزقفنين. وما دام عندك، حسب كلامك، ديبلوم جامعي في العلوم السياسية…
باش نقول فيها تبا.