يتعمّد المشيشي على امتداد شهر كامل إدارة مسرحية مفاوضات.. اتصالات ليس فيها حد أدنى من جدية تتناسب مع خطورة وضع بلاد سائبة وتنذر بكارثة.. يشكل حكومته دون أن ينطق جملة سياسية وحيدة محترمة.. يماطل في الظهور ويتركّك.. وقبل انتهاء الأجل القانوني بدقيقة يرتجل بنظرة تائهة فزعة تنظر إلى الفراغ، تلاوة قائمة أسماء فيها المخجل والمستفزّ مثل الحفصي والبرتاجي وأحد مديري حملة رئيسه على رأس وزارة سيادة…
نتأكد نهائيا أن الرئيس وفريقه السري في القصر يتعاملون مع السياسة باستهتار مستفز ورديء. ما المطلوب الآن؟
من العبث الرهان على أحزاب البرلمان لتتكفل باستعادة السياسة من القصر المستهتر. هي نفسها التي أوصلتنا بحماقاتها، مع تفاوت غير مهم الآن في درجة الحمق، إلى هذا الوضع المخزي.
مرور الحكومة المسخرة المقترحة هو تكريس لاستهتار الرئاسة. إسقاطها وإبقاء الحكومة الحالية سيكون تكريسا لاستهتار الفخفاخ. في الحالتين الخسارة كاملة ولا مفاضلة بين خسارتين كاملتين.
ماذا بقي؟
أتوقع أن ينفجر الوضع الاجتماعي في وجه الجميع قريبا. بعدها سيكون من العار أن يخرج واحد من مكونات المشهد الحالي أحزابا وبرلمانا ورئاسة أحزاب الاختراق و"دوائره"..وينطق كلمة سياسة.
ما ملامح الجديد الذي قد يرث هذه الضحالة العامة؟ نحتاج فانتازيا كافكا لتخيّل حدث قريب .
قريب جدا.