مشهد استقبال شيماء عيسى ولزهر العكرمي لحظة خروجهما من السجن ليلة البارحة كان حدثا نوعيا عندي. كان احتفالا تاريخيا بفكرة السياسة.
حرارة العناق والدموع ولمعات العيون وخفة الأجساد واستقرار الابتسامات على الوجوه خلال كامل الاحتفال.. كل هذا جوهر السياسة عندي.
السياسة غيرية مطلقة. السياسي هو الذي يعيش ليحقق شروط سعادة الآخر.. فيسعد هو. لذلك تعمل الأنظمة النذلة والانقلابات على الاستثمار المنهجي في أخطاء السياسيين لترذّل فكرة السياسة العالية. ولذلك أعتبر الشعبوية التشويه الأحطّ للسياسة.. ومطلق اللاعقل.. أي الجنون الرذل.
دموع دليلة مصدق التي لم تكفّ، قبلاتها المتكررة لشيماء، بحث شيماء عن إسلام حمزة وسط المستقبلين لتحضنها وتقبلها وقد كانت فعلت منذ دقائق، نظرات إسلام غير المصدقة لحدث الحرية، قبلة لزهر العكرمي على جبين العياشي الهمامي، ابتسامة سمير ديلو الطائرة، رنة السعادة في صوت محمد الحامدي…
كل هذا الصفاء الأخلاقي الإنساني اللذيذ هو جوهر السياسة.. وعقلها الجميل.
شكرا ومحبة لكل من كان هناك.
"التحليل السياسي و السقوطية.. ساعات متحاذيين"…
من حقك كمهتمّ بالشأن السياسي باش تقرا خروج شيماء عيسى والعكرمي دون بقية المعتقلين في نفس القضية من كل الزوايا السياسية الممكنة. بل هذا دورك كسياسي.
أما أن تلقي سخافات من نوع " هي يسارية وعميلة لفرنسا هذاكا علاش سيبوها "، ومن نوع أن " العكرمي عمرو ما كان مناضل وموش على خاطر عدّى خمسة شهور حبس باش نعتبروه مناضل"…
فأنت وقتها ماكش تعمل في التحليل السياسي، بل تمارس في البهامة وقلة الدين والرذالة. بأي حق تلقي تهمة العمالة على شخص آخر بلا أدنى دليل؟
وشكون عطاك الطابع متاع النضال باش تقول هذا مناضل وهذا عشر مناضل وهذا ما يجيش مناضل حتى كان يموت في الحبس؟
والله تبا.