أغلب جغرافيا العالم العربي واقعة تحت الاحتلال الأجنبي المباشر. حين نرى اصطفاف السعودية ومصر والإمارات والبحرين والأردن والمغرب بصفة مباشرة وغير مباشرة في حرب إبادة متوحشة ضد جزء من العرب، ونرى رزوح العراق وسوريا تحت احتلال مباشر متعدد أمريكي إيراني روسي، ونرى خضوع بقية الأقطار العربية لاحتلال من نوع آخر اقتصادي وسياسي/مخابراتي سالب لأدنى درجات السيادة والاستقلال…
حين نرى هذا المشهد نستنتج ما يلي :
الجغرافيا العربية في حاجة إلى حركة تحرير وطني شاملة جديدة. لكنها حركة تحرر أكثر تعقيدا من حرب التحرير المسلحة "البسيطة" التي خاضها أجدادنا "الأميون في عمومهم" ضد الاستعمارين الفرنسي والبريطاني المباشرين.
تلك حرب خاضها أجدادنا بقوة الوجدان وزخم العقيدة الدينية وفطرة الحرية، ولكنها كانت خالية من الوعي التاريخي الاستراتيجي، بما سهّل الالتفاف عليها واختراقها سريعا.. ثم تحويل أشباه دولنا إلى مجال استعماري جديد مهين لتضحيات أجدادنا المقاومين ولتضحيات أجيال من المعارضة الوطنية التي تلفظ أنفاسها الأخيرة الآن، ولحقّ الأجيال العربية الجديدة في الاستقلال والكرامة.
نحتاج حركة تحرر وطني تواجه الاستعمار المركّب الجديد بوعي استراتيجي جديد.. وحدوي عربي، بروح عقائدية حضارية، وبأفق كوني.
هل نمتلك ولو بذرة هذا المشروع؟ يقينا لا.
لذلك تبا.