تفاعل الشارع العربي مع الإبادة الصهيونية في غزة مختلف تماما عن تفاعل الشارع الغربي والعالمي.
الشارع العربي تظاهر وهو محبط حياتيّا وتائه سياسيا. رفع شعارات قديمة وباهتة وركيكة وخالية من روح المرحلة التي دشنتها المقاومة. شارع تحرّك تحت تأثير انفعال عاطفي هلامي شبه ديني شبه قومي (بالمعنى الشوفيني الغريزي لا السياسي). انفعال خالٍ من السياسة باعتبارها مشروعا عقلانيا وروحيا لمجابهة التاريخ الجمعي.
لذلك انطفأ سريعا وهج الشارع العربي.. وبشكل مخزٍ.
الشارع الغربي تحرك بزخم نوعي وبفكرة سياسية واضحة. فكرة حقوقية إنسانية رعتها الديمقراطية الليبرالية بتفاوت بين دولة غربية وأخرى رغم توحش رأس المال عالميا واندماجه الثقافي مع الفكرة الاستعمارية العنصرية.
مظاهرات لندن عاصمة البلاد التي أنشأت الكيان المجرم شاهدة على مأزق الغرب التاريخي الممزق بين روح الديمقراطية ولا أخلاقية الفكرة الاستعمارية العنصرية.
المحصلة : مشروع التحرير الذي أطلقته المقاومة يوم 7 أكتوبر هو مانيفيستو تحرري عالمي موجه لمجتمعات الإحباط العربي ومجتمعات الازدواج الغربي.