خطاب الطبوبي اليوم خطوة أخرى في طريق التمايز عن مشروع سعيّد.. واستعادة اتحاد الشغل لتوازنه.
هل كان ذلك ممكنا قبل اليوم. لا.
غموض حدث 25 جويلية.. وما رافقه من شحن سياسي شعبوي فوضوي عنيف يستهدف الديمقراطية، والدستور فكرةً ،ومؤسساتٍ، ورموزا.. ودقة التوازنات السياسية داخل الاتحاد وهشاشتها.. وضغط الوطد والقوميين داخل مكتبه التنفيذي في اتجاه موقف سياسي مغامر يستهدف إسقاط منظومة محورها النهضة باستعمال سعيد تكتيكيا.. وأخيرا ما أرجحه من ابتزاز غرفة الانقلاب لقيادات الاتحاد بملفات فساد…
كل ذلك يفسر ارتباك موقف اتحاد الشغل من الانقلاب.. واضطراره للمراوحة بين المراهنة التكتيكية عليه.. والمماطلة وربح الوقت ريثما تتضح الصورة.
قلت سابقا وأكرر.. أن اتحاد الشغل رصيد سياسي استراتيجي نوعي للمجتمع التونسي والدولة. وأنه إحدى دفاعات الطبقات الفقيرة والتي في طريق الفقر.. وكل المجتمع ضد رأسمالية تتوحش أكثر فأكثر.. وتحتكر كل أدوات الهيمنة على القرار السياسي..
وأن مهاجمته.. أمية سياسية كارثية.. وشعبوية مخربة للسياسة.. شعبوية حمقاء يلتقي فيها أنصار النهضة وأنصار سعيّد.
أنظروا إلى تعليقات ميليشيات سعيّد الآن حول خطاب الطبوبي.. بذاءة ووقاحة وإسفاف وجهل سياسي مدقع.. وقارنوها بتعليقات جمهور النهضة على امتداد سنوات وإلى الآن.. ستجدون نفس الحقل اللغوي التداولي تقريبا.
الاتحاد منظمة مجتمعية سياسية نوعية في مجتمع مفكك.. وأي مساهمة في تخريبه، رغم كل الأمراض التي تتوارثها بيروقراطيته منذ عقود ، تصب حتما في صالح لوبيات الاقتصاد والسياسة..
اللوبيات التي صارت اليوم معولمة ومسيّرة من دول تخطط للتوسع الاقتصادي الاستراتيحي.. وتهندس كل أنواع الجرائم... وعلى رأسها جريمة الانقلاب.