الناطق باسم المقاومة... يطلب منا بوضوح "الانتفاض والثورة واستهداف الاحتلال بكل أشكال لمقاومة..."، ويدعو "مجددا كل أحرار الأمة ومقاتليها (نعم مقاتليها) إلى تصعيد الفعل الميداني ضد العدو في كل جبهة ( نعم كل جبهة)."
فنقابله نحن في تونس ب:
*رئيس "على محلاه"... يدعو بكل ثورية حنجورية إلى تحرير العالم لا فلسطين فقط... ثم يرفض تجريم التطبيع مع الكيان المجرم خوفا على المصالح الخارجية للإمبراطورية التونسية، ويأمر برلمانه البلشفي البوليفاري بإلقاء القانون في سلة المهملات والاهتمام بتمرير ميزانية اللوبيات التي سيقضي عليها.
*شعب تافه، بعامته وسياسييه، يثرثر كامل النهار ويتخاصم حول مقابلات كرة القدم وهو يتابع آخر إحصاءات أعداد القتلى في مكان افتراضي بعيد اسمه غزة.
*أما "أنصار المقاومة " فيتعاملون مع مجريات القتال كتعامل جمهور الكرة بالضبط. يطلبون من الناطق بدلال أحمق مزيدا من المثلثات الحمراء لينتشوا أكثر وكأنهم أمام "طرح بلاي" يتابعونه وهم مستلقون على ظهورهم أو بطونهم، ويهتفون اسم الناطق باندفاع طفولي سخيف، بل ويجرؤون بكل صحة رقعة على توجيه نصائحهم إلى المقاومة... بأن يفعلوا كذا ولا يفعلوا كذا…
*** ستسألني ماذا تقترح أنت يا بو العُرّيف... عوض التنبير والنقد والتشنيع على الجميع؟
أقول لك: أقترح المرور إلى عكس النماذج التي نقدتها أعلاه. يعني شعب جديد وحاكم جديد وسياسي جديد. وهو أمر ممكن جدا.. نظريا. أما عمليا.. فمستحيل.
ستقول لي.. قل لنا على الأقل من أين نبدأ؟
أقول لك:... وتبا.