للمرة الثانية يتوجه الحكيم الفاشل الصادق شعبان إلى رئيس الجمهورية يطالبه فيها بالتحرك ل"إنقاذ" الدولة من خطر الإنهيار الوشيك والحتمي بالنسبة إليه.
ماذا يطلب بالضبط؟
يقول للرئيس "نظّم الاستفتاء في أقرب وقت ... غيّر النظام الدستوري .... وحّد السلطة التنفيذية ... إجعل الحكومة من اختيار الرئيس ... عمم نظام الأغلبية على دورتين في الانتخابات. دون هذا، لن تتعافى الدولة و لن يسترجع الاقتصاد أنفاسه ... لن يعود الاستقرار و لن يرى المواطن الرفاه ."
ويطمئنه طبعا أن هذا ليس انقلابا لأنه من فعل الرئيس الشرعي لا من فعل طرف غريب.
المُنظّر العبقري لفلسفة بن علي في الحكم نشر أيضا نصا يحتفل بذكرى سبعة نوفمبر. نص خلاصته أن خطأ بن علي الوحيد كان النقص في الانفتاح على المعارضة الصادقة. لم يذكر حرفا حول فساد العائلة وحول حكم المافيات التي قسمت البلاد فيما بينها قطاعات وجهات.. وحول التفاوت الجهوي وحول ارتهان القضاء للعصابة الحاكمة وحول تحول الاقتصاد إلى اقتصاد مواز بنسبة تسعين في المائة لا يخضع للجباية لأنه ملك للعائلة... الخ.
شخص بهذا العمى لم يكفه أنه لم ينتبه وينبّه سيده الأمي وسيدته الجاهلة بقرب انفجار الثورة، بل يصرّ على أنه فطحل متاع استشراف ومستقبليات…
يا صادق أنت مداس من مداسات عرفك وعرفتك. ولو كان فيك ذرة همة وربع ذرة كرامة لخجلت من تصديك للنصح في الشأن العام. كان جيت فالح راك مالبارح.
أنصحك أن تنصرف إلى تنقيح كتابك حول فلسفة صاحب الحمار... تي لا نقصد الحمار بيدو. ما تنساش تطلب مساعدة صديقك سمير العبيدي المندس وسط جوقة المهللين لكتاباتك الرائدة.