أمام التعتيم الكثيف الذي يحيط بأخبار الاستقالات والتعيينات في قصر الرئيس، كما لو أننا إزاء تنظيم سرّي، نحن مضطرون إلى التفكير بالاحتمالات.
إما أن المستقيلين/المُقالين مجبرون على الخروج الصامت من جهة ما قوية وباطشة إلى حد أنهم لا يفكرون لحظة واحدة في خرق هذا الصمت المهين لأشخاصهم. مهين إلى درجة أنه يجرّدهم من حق إنساني أساسي وهو التعبير، فلا يشرحون ولا يكتبون ولا يقيمون تجربتهم.. والأدهى أن أمرا ما يجعل من مغادرتهم الغامضة للقصر "خروجا نهائيا" من مجال السياسة.. فلا أحد منهم خرج لينضم إلى حزب مثلا.
الأخطر أن هذا الخضوع الغريب لقانون الأوميرتا يشمل الرئاسة أيضا، فلا تفسر للرأي العام ولا صحافة تجرؤ على طلب تفسير منها. بما يدفع إلى الشك في أن الطرف الذي يتخذ هذه القرارات المتسارعة والاعتباطية بتعيين أشخاص لا يملكون مؤهلات سياسية ثم إقالتها هو طرف من خارج الرئاسة نفسها.
للأسف ما يحدث في القصر بقدر ما هو رديء، هو مخيف أيضا. وبعيدا عن التفسير بالمؤامرة، لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من وضع فرضيتين:
• إما أن أمرا ما يتم طبخه على مهل هناك، وترتيبه يقتضي هذه الإقالات "الصامتة".
• أو أن القصر،مع رئيس مرتبك طارئ على السياسية ومحاط بكل هذا التهريج، صار مسرحا لكوميديا سوداء.. لا أحد يعرف في أي فصل من فصولها نحن الآن.