تحدث تبون اليوم لأول مرة في الشأن الداخلي التونسي مع نظيره الإيطالي.. ليعلن استعداد الجزائر وإيطاليا للمساعدة في إخراج تونس من المأزق بالعودة إلى الديمقراطية.
تصريح خطير صادر عن قوة إقليمية كان الجميع يظن أنها تمسك بأغلب خيوط اللعبة في تونس.. ولكنها تكشف اليوم أنها تعتبر الانقلاب مأزقا تونسيا.. وبالتالي جزائريا.
لنذكّر إذن :
أمريكا والاتحاد الأوروبي وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، وتركيا.. كلها أبدت تحفظات على المسار الحالي.. بحيث نستطيع أن نقول أن تونس صارت "حالة أو قضية مدولنة"…
من إذن مِن القوى الدولية أو الإقليمية يقف وراء انقلاب سعيّد تخطيطا ودعما.. ؟ طبعا هناك رأي يقول أن خطوة سعيّد محلية كليّا تخطيطا وتنفيذا. وأنه بصدد تدشين مسار استقلال وطني مقاوم للاستعمار. بمعنى أن سعيّد هو توماس سانكارا جديد.
كنت لأتفاعل مع هذا الرأي بجدية لولا أن حكومة سعيّد بذلت كل جهودها من أجل امضاء اتفاقيات تسليم البلاد إلى البنك الدولي.. ولم يمنعها من هذا إلا إصرار البنك على مشاركة اتحاد الشغل في الصفقة.
بقيت إذن الفرضيات التالية :
• إما أن يكون محور الإمارات ومصر والكيان (السعودية مجرد رديف) خلف الستار.
• أو تكون روسيا (فصلت في الفرضية سابقا بالربط مع وجود فاجنر في ليبيا وافريقيا).
• أو كلاهما..
الخلاصة : لا أحد من هذه المحاور مع الديمقراطية جوهريا وضد الانقلاب من حيث المبدأ.
وهي الآن تتفاوض وتتجاذب وتدير "حالةالstatu quo التونسية"، في ارتباط مباشر بملفات الإقليم، بالأدوات المخابراتية/الديبلوماسية/المالية.. في انتظار حركة شطرنج حاسمة من اللاعب الأقوى…
علما وأن السياسة ليست لعبة شطرنج مطلقا.. لأن لاعبيها، خصوصا الأقل عقلا، يمتلكون ترف إفساد الرقعة وتخريبها.