* رئيس يدير البلاد من دون طاقم رئاسي.. لا أحد يعلم كيف تشتغل الرئاسة.. يكذب من يقول أنه يفهم آليات اتخاذ القرار في قرطاج.. ثقب أسود.. حتى الإعلام ممنوع من الاقتراب من القصر كأنه "مسكون"، ويكتفي كالشعب البهلول بفيديووات خطابات الرئيس وتقرير أدمين صفحة الرئاسة عند زوكربرغ.. حتى أيام بن علي كانت أخبار القصر تتسرب إلى الناس.. الآن سبورة كحلة…
* رئيس حركة النهضة يمسك حركته رهينة لحسابه السياسي الخاص... يدرك أن مصير البلاد معقود بذيل النهضة : إن كان انحرافا نحو الدكتاتورية العارية فستكون النهضة "الذريعة ".. إن كان برنامج تصدّ لبوادر الدكتاتورية ضمن جبهة سياسية واسعة فسيكون خلوّها من النهضة شرطا أساسيا لقيامها. صارت النهضة.. ورئيسها تحديدا أليجوريا الشر في المخيال السياسي العام.. ومستحيل أن تجد اليوم معارضا يقبل الاصطفاف معها في أي مبادرة.
ومع ذلك يقوم الغنوشي ب"إعفاء" كل أعضاء مكتبه السياسي ويحيل مهامهم إلى لجنة القوماني الغنوشي. استهانة بالجميع.. بحركته وبالبلاد.. ويصر على الاستمرار .. وحده.. (أعلم طبعا أن حل المكتب التنفيذي جاء في سياق تسوية داخلية لاحتواء مجموعة "الإصلاحيين").
رأسا أزمة/كارثة /مأساة المقرف فيها أنها تخاض بأدوات دون معدل الذكاء الوطني.. نعم.. مهين لنا جميعا أن يرتهن مصيرنا عند هذين…
حتى الغوغائية التي تسود المعسكرين أراها رغوة مفتعلة.. أحدهم يحرّك الإناء ليطفو كل هذه الحمق .. يكفي قليل من العقل لتتضح بداية ما…
أو هو "العود الأبدي" للانحطاط العربي في نسخة تونسية "منقّحة.. ومزيدة"... وهو الأرجح طبعا.