"الشبكات/العصابات العميقة" المتغلغلة في شرايين الحكم حقيقة سياسية ملازمة للدولة في المطلق، فما بالك بشبه دولة نشأت في سياق استعماري وتطورت في سياق فرداني تسلطي ريعي فاسد.. واستعماري أيضا.
"مركّب الحكم" يحارب خصومه الجديين بسياسة "الملفات المفبركة على القياس".. في هذا السياق أفهم تلويح محامية الانقلاب بقضية قتل تعود إلى سنة 2001 في وجه السياسي لطفي المرايحي. وهو المعروف منذ الانتخابات الأخيرة بخطابه الجذري تجاه قيس سعيّد. خطاب يوظف فيه خلفيته الطبية بصرامة يبدو أنها أزعجت خطة مركب الحكم رغم افتقاد المرايحي شخصا وخطابا لأي امتداد شعبي.
لكن تصريحه اليوم بقرب صدور كتابه الذي يتضمن تفاصيل حول تقييمه للانقلاب ولسعيد يفسر "صدفة" إحياء ملف قتل قديم لشخصية إذاعية من محيطه القريب.
اتهام الطبوبي بتلقي شيك ال 700 ألف دينار من الإمارات منذ أسبوع من طرف نفس المتحدثة باسم "الغرفة الجنائية/القضائية" للانقلاب أفهمه في نفس السياق بعد أن صعّد الاتحاد خطابه ضد شروع الحكومة الفعلي في الخوصصة ورفع الدعم.
نحن إزاء صيغة إجرامية فجة للسياسة ينزلق إليها انقلاب في مأزق. ولأنه انقلاب فقير ويفتقد سياسيين، يلجأ إلى حثالات (بمعنى ما يترسّب في القاع من كل شيء.. لا بمعنى السب الدارج). حثالات إعلام وقضاء وشبه سياسة.