لماذا انتظر اتحاد الشغل أربعة أشهر كاملة ليشرع في تغيير موقفه من الانقلاب ويتحدث عن طريق ثالث اليوم فقط؟
ببساطة لأن الوطد وحركة الشعب المهيمنان على تنفيذي الاتحاد يئسا تقريبا من أن يلتزم سعيّد بأجندتيهما. لماذا فشل الوطد والشعب في توظيف سعيّد؟
وقبل ذلك.. ما الذي جعلهما يتحمّسان جدا للانقلاب في بدايته ويعطيان الانطباع بأن سعيد انقلب لصالحهما هما تحديدا؟
تفسيري الوحيد أنهما اعتبرا الانقلاب من إنجاز جهة سياسية يعتبرونها حليفا قوميا إقليميا مضمونا.. جهة لا تمتلك مشروعا سياسيا.. أو في الأدنى تحتاج أدوات حزبية محلية لتنفيذ خطتها.. فتطوّعا لمدّها بمشروع وأداة رخيصة .. مشروع خلاصته حل البرلمان وحل النهضة وإجراء انتخابات تشريعية من دون النهضة.. و"هز يدّك مالطبق"..
وهما تحديدا من ضغطا على الاتحاد من داخل مركزيته ودفعاه إلى عرض خدماته على الانقلاب في بدايته.. قبل أن ينتبها أخيرا إلى أن مقود الانقلاب تتنازعه أكثر من جهة.. أضعفها الجهة التي يعملون لحسابها.
موقف الاتحاد اليوم المطالِب بحوار وطني عاجل ووضع حد للإجراءات الاستثنائية التي طالت.. كان يمكن قراءته من زاوية وطنية لو لم يكن رجع صدى بائس لموقف حزبين رديئين بليدين تافهين…