مرّ أمامي منذ أيام حوار تلفزي مع "الشاب نزار الشعري" صاحب "الشيء" الذي اسمه تونيفيزيون. قلت شيئا وهو في الحقيقة أشياء كثيرة.. شبكة/شركة/جمعية/مجلة/حزب/تنظيم متعدد الهويات شبه علني شبه سري.
المهم السي نزار أعلن في الحوار ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة حسب رأيه سنة 2024. والسيد لم يعلن ترشحه فقط، بل قال أنه سيفوز بأي انتخابات يتم تنظيمها في تونس. قال لو تقع غدا انتخابات سيفوز بها هو أيا كان منافسوه. ولا سعيّد ولا عبير ولا غيرهما قادرون على منافسته.
ثم إن السيد كشف عن سر هذه الثقة في فوزه القادم حتما.
قال أنه يعمل في الميدان ولا يكتفى بالشعارات. وأنه دار البلاد زنڤة زنڤة دار دار. والأمر كذلك فعلا. ما أعلمه أن شبكة تونيفيزيون موجودة في كل معاهد البلاد. تنظم الرحلات والمخيمات ودورات التدريب "على كل شيء" للشباب التلمذي. ورغم أنها لا تتوجه إلى هذا الشباب بأي خطاب سياسي مكشوف فالواضح أنها تعدّهم للعب دور شبكة دعاية انتخابية ميدانية واسعة وقت الحاجة.
سي نزار الشعري يستثمر منذ سنوات في الشباب وتفتح له الدولة المؤسسات التربوية لممارسة استثمار سياسي فجّ هاهو يتبجّح به بكل دناءة. لماذا أرى في هذا رذالة ؟ لأن السيد يستعمل المدرسة العمومية لتكوين شبكة عمل سياسي بعناوين مضللة من نوع التنشيط الثقافي. وهو يوظف منذ سنوات تلاميذ صغارا قصّرا في مشروع سياسي فردي/سرّي/مشبوه لم يستنكف عن التبجح به.
ولأن السيد يدخل السياسة بصفر ثقافة سياسية.
ومع ذلك.. ومن باب "الاختيار بين الهموم".. ورغم أنه تنويع داخل الشعبوية التونسية المتنامية، فهو والحق يقال أفضل من سعيد ومن رئيس البرلمان القادم بودربالة.. ومن ليلى طبعا.
وتبا.