كيف يتحول قيادي نقابي كان إلى حدود أشهر قليلة ماضية عضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد، أعلى هيكل نقابي في البلاد، إلى وزير معادٍ للنقابة.. مهمته استدراج الاتحاد إلى "المعركة الأخيرة".. عبر محاصرة نقابات التعليم في مربع ضيق عليها أن تختار فيه بين الاستسلام النهائي الذليل، أو خوض مواجهة "انتحارية" مباشرة مع كل أطياف المجتمع وفي مقدمتها التلاميذ...؟
العقل الذي استجلب وزيرا نقابيا لتدمير النقابة وهندس المعركة القائمة الآن بين نقابات التعليم والانقلاب.. عقل سياسي محترف يتحرك بخبث "استراتيجي".
مع ذلك، ولأن كل خطط الحروب تحتمل نسب خطأ قد تنتهي بأصحابها إلى خسارة غير متوقعة، أشعر أن الانقلاب قد يكون بصدد ارتكاب أكبر خطأ في مسيرته.
هو يدفع قطاعا مهنيا كبيرا وحساسا جدا، بنقابتيه، ومن خلفهما كل الاتحاد المهدد في وجوده.. إلى التجذّر الاضطراري في مقاومته.. رغم أنف الايديولوجيا الجحشة.