منطقيا.. من الغباء أن يقوم الانقلاب باعتقالات تمس أغلب العائلات السياسية لأنه يوفر للمعارضة المشتتة ظروفا دنيا لاتحادها في مواجهته.
لكن عمليا لم يسهم اعتقال الغنوشي وعلي العريض وغازي الشواشي وعصام الشابي وجوهر بن مبارك ولزهر العكرمي وخيام التركي في أي تقارب بين العائلات السياسية لهؤلاء.
بل أن الهرسلة التي يمارسها النظام على اتحاد الشغل بمحاكمته لبعض قياداته الوسطى وإخضاع نقاباته القطاعية بالتهديد (وهي قيادات تضم يساريين وقوميين ينتمون إلى أحزاب مساندة للانقلاب).. لم يثر أدنى تعاطف معه من طرف أنصار المعتقلين السياسيين.
بل أن الشعور الغالب لدى كل المتضررين هو الشماتة والتشفي في بعضهم البعض. حتى أن فيهم من يتمنى من كل قلبه أن يقوم الانقلاب بتصفية خصمه السياسي وإن اقتضى ذلك أن يقمعه هو أيضا.. المهم أن يضمن نهاية خصمه.
فالنظام يقمع الجميع. وهذا الجميع يكره بعضه بعضا بكل إخلاص. مشهد سريالي يحتاج تثوير مناهج علم النفس الاجتماعي لفهمه.. أو بلورة علمية لمتلازمة "الجحشنة التونسية".
يعني تبا.. وتبا.