أمام كارثة الجفاف ومأساة الجدب والجوع والعطش التي تزحف نحونا "كاشفة عن أنياب العدم" (استعارة متاع سادسة ابتدائي لمزيد تحريك المشاعر البليدة)، وبعد أن انصرفت الأمطار عن هذه الأرض، وجفت الأنهار والسدود، وتلفت الصابة والبذور التي زرعها من بقي من فلاحين آمنوا عبثا إلى آخر لحظة بأن العمل هو مصدر البقاء، وهاهم الآن يتخلصون من حيواناتهم بأتفه الأثمان، لمن يجد مُهرّبا يشتري منه، حتى لا تموت أمام أعينهم ويموتوا كمدا بسببها…
وبعد أن صرنا في كفالة دبلوماسية عند إيطاليا التي تتحدث وتبتز وتناور باسمنا، وكفالة غذائية عند أمريكا الامبريالية الكلبة، وكفالات "أمنية" خفية كثيرة… أقترح حلا جذريا يصدر في بيان باسم كل البشرية تقول فيه:
بالنظر لحالة الاستعصاء التاريخي الشامل التي يمر بها ما يسمى بالشعب التونسي طبيعيا/مناخيا وسياسيا وثقافيا، قررت البشرية إعادة هذا الشعب إلى مرحلة انتروبولوجية تناسب درجة معدل ذكائه العام. وبناءً عليه.. يتم إلغاء مرور هذا الشعب إلى الحقبة الحديثة من التاريخ البشري.
هذا القرار يقتضي منع هذا الشعب من استعمال كل منتجات الحداثة بدءًا من مؤسسة الدولة وكل ما يتبعها من دستور وانتخابات وأحزاب وبرلمان.. مرورا ب ووصولا إلى التكنولوجيا كالدراجات النارية والسيارات ذات المنبهات التي تستعمل لأغراض سياسية والتلفزات والهواتف الذكية وحتى الغبية والحواسيب…
وخاصة خاصة التشات جي بي تي.. والألعاب النارية…،
ريثما يتم التثبت من حيثيات مرور التونسيين في غفلة من الجميع إلى الأزمنة الحديثة، وكشف المسؤولين عن هذه الحماقة ومحاسبتهم.
وتبا.