"يا خدام ثور ثور قيس سعيّد دكتاتور".. هذا شعار رفعه نقابيون اليوم في قصر المؤتمرات قبل كلمة الطبوبي.
كلمة الطبوبي كانت إعادة للبيان المكتوب الذي أصدره الاتحاد منذ أيام. ملخصها أن الاتحاد واع تماما أنه في مواجهة حكومة صندوق النقد الدولي، وأن تصفيته مدرجة على جدول أعمال الانقلاب، ولكنه ليس في وارد إعلان مواجهة نهائية مع النظام.. كإقرار إضراب عام مثلا.
الاتحاد منقسم جدا داخله بين قراءتين متناقضتين جذريا: من يرى إمكانية افتكاك الانقلاب من ماكينة التجمع والفساد التي تهيمن عليه، وتدعو بالتالي إلى مهادنته ومسايرة خطواته بل إلى عدم إزعاجه ومساعدته على استكمال المهمة الاستراتيجية الوحيدة المطلوبة الآن وهي تصفية النهضة نهائيا.. مقابل وعد يبدو أن بعض وزراء سعيّد قدمه للاتحاد بعدم إثارة ملفات قضائية في حق قياداته، والتوقف عن التهديد بمؤتمر انقلابي والتعامل مع النقابات الموازية.
مقابل شق آخر داخل الاتحاد مقتنع أن الانقلاب حتى لو هادن الاتحاد الآن فهو متجه إلى مواجهة حتمية معه بعد الانتهاء من تصفية الأحزاب السياسية كلها.
هذا الانقسام داخل الاتحاد يمكن فهمه أكثر بمتابعة ما يجري داخل الوطد الموحد جدا، وداخل حركة الشعب شق سالم وشق ليلى.
الشقان المتعايشان إلى حد الآن داخل الاتحاد يؤمنان كلاهما أن أي تصعيد من جانب الاتحاد الآن المستفيد الوحيد منه هو النهضة.. ثم النهضة. لذلك لن يقدما عليه ولو كان ثمن هذا الموقف حل الاتحاد. فأن يحاكم الانقلاب قيادات الاتحاد بتهم فساد أخف لديهم من أن يحاكموا بتهمة مشاركة النهضة في انقلاب.
كلا الشقين يراهن على انفجار اجتماعي قدَري يخلص الجميع من هذا المأزق...
ملحق هامشي: سب الطبوبي فعل شعبوي عامي سخيف.. وهو الآن مشترك وبنفس المعجم تقريبا بين معسكرَيْ اللاسياسة.. أي جمهوري سعيّد والنهضة...
معناها.. تبا.