بعض الأصدقاء يحذّرون داعمي نظام الانقلاب، خصوصا من السياسيين المحسوبين سابقا على الطيف الديمقراطي وحتى الحقوقي، من أنهم سيكونون حتما ضحيته يوما. وأن العنف والقمع والاعتقالات والاختطاف والتعذيب الذي يتعرّض له خصومهم السياسيون أمام صمتهم المتواطئ والفاجر والسّادي، سيكتوون بجحيمه حالما يستقرّ الانقلاب ويتحول إلى دكتاتورية صلفة فاجرة..
ويذكّرونهم بما فعل السيسي مع كل من مهّد له طريق الانقلاب.. وعلى رأسهم القومي الناصري الأحمق حمدين صباحي، وبالمجرم بن علي الذي استخدم بعض رموز اليسار لترسيخ حكمه ثم ألقى بهم في المزابل…
لهؤلاء الأصدقاء أقول أنتم مخطئون. الذين يساندون كل خطوات الانقلاب بحماس هستيري إجرامي بذيء .. من إلغاء الدستور وتفكيك مؤسسات الديمقراطية وتوظيف علني للجيش والأمن واستباحة كل القيم والأعراف والحقوق.. هؤلاء لن يسوءهم مطلقا أن تركبهم الدكتاتورية لاحقا بعد أن تتخلص من خصومها وخصومهم.
بالعكس تماما.. حين يرون خصومهم في القبور والسجون والمسالخ.. سيستجدون الدكتاتورية أن تنكحهم هم أيضا ليستمتعوا بعيش مازوشي ل"باروديا تعذيب وسلخ" فقط لأنهم تخلصوا من أعدائهم. سيقدّمون أجسادهم النتنة الفاقدة لماء الحياة غذاء رخيصا لآلة الاستبداد.
والله العظيم لست أبالغ.. خالطت كثيرا من هؤلاء ومتأكد أنهم يتحركون بهذه الطاقة من النذالة والتوحّش السادي والمازوشي في نفس الوقت.. ومن السقوطية في نسخة تونسية فريدة.
للأسف أشعر أننا قد نحتاج يوما "نورمبرغ" تونسية.