القضاء الإيطالي انطلق اليوم في محاكمة كبرى للمافيا.. 350 متهما من بينهم سيناتور سابق وقائد شرطة ومحامون ومستشارون ورجال أعمال. ذكّرني الخبر بجريمة/مأساة النفايات الإيطالية التي لا نعلم مآلها.
واضح أن المافيا الإيطالية تحمي شركاءها في كل مكان..الأرجح أنه سيتم تمييع الملف في مكاتب التحقيق وأروقة المحاكم.. ولن يعلم التونسيون حجم ما تم دفنه من تلك النفايات في التربة التونسية.. ولا طبيعتها.
الفساد المنظم والمهيكل والقويّ والمحميّ حقيقة كبرى في تونس وفي العالم. ولا مؤشر على قدرة أي جهة في بلادنا على مقاومته. حين يتم رفع الحصانة عن رأس القضاء التونسي تحت ضغط صراع أجنحة طارئ..
ثم يتم لملمة ملفاته الأخرى وتثبيته في منصبه رغم شبهات فساد واسع، نفهم أن الفساد في تونس مُمأسس.. إلى درجة أن لا شيء يجعلني أستبعد أن المافيا الإيطالية.. ومافيات أجنبية أخرى وصغيرة محلية أيضا تنشط في تونس.
طبعا الأرضية القيميّة الثقافية مهيّأة جدا لتفريخ الجريمة المنظمة واحتضانها.. وهذه مفارقة المجتمع التونسي : مجتمع يغصّ بحرّاس الفضيلة في كل مستويات انتظامه من العائلة إلى المدرسة إلى الإدارة. والدولة تنفق أموالا طائلة على أجهزة الشرطة والقضاء لحراسة الحق بالقانون.. ولكن الفساد "الذكي" تسرّب إلى نمط عيش التونسي، ونجح في ترويض الضمير الديني والضمير القانوني إلى حد أن صار التزام القانون سُبّة ووصم غباء.
الحلّ: يوجد حلّ أكيد أما بصراحة ما نعرفوش.