الممارسات العنصرية البدائية المقززة التي ارتكبها تونسيون ضد المهاجرين في صفاقس متوقعة جدا من التونسي. ورغم أن من يجرؤ على ارتكاب هذه الجرائم هم قلة دائما، فإن من يشترك معهم في قناعتهم العنصرية كثر فعلا.
الغالب على التونسي اليوم هو أنه جاهل وشبه أمي. إلى جانب المنقطعين عن الدراسة تمس الأمية النسبة الغالبة من خريجي جامعة خاوية ومنهارة. المدرسة التونسية عموما للأسف لم تعد توفر الحد الأدنى الضروري لبناء عقل لا يخوض في الأساسيات التي تجعل منا بشرا.
العنصرية توحش وإجرام، تماما كالجهوية المنتشرة جدا في تونس. حضرت مشاهد من مطاردة عمال حظائر بناء وإجبارهم على مغادرة الجزيرة بالعنف وحرق أمتعتهم وتهديد مشغّليهم بدعوى أن واحدا منهم تحرش بفتاة "بنت بلاد".
العنصرية والجهوية وكل أشكال التمييز هي علامات جهل وانحطاط أخلاقي ونذالة. الغريب أنك تجد كل هاته الانحرافات لدى المتدين والمتسيس والعربيد على حد سواء وإن اختلفت الدرجة طبعا.
لا يمكن تفسير هذا الانحطاط إلا بخلل تكويني ثقافي نفسي سياسي عميق جدا ينخر المجتمع التونسي المريض.
ولأن الشعبوية عندي هي أعلى مراحل الانحطاط السياسي والتفاهة، فلا يجب أن ننسى أن الشعبوية السعيدية التي ارتكسنا فيها لم تكن لتتمكن لولا المساهمة الغبية النشيطة من كل التيارات السياسية التونسية التي تتحرك كلها داخل مستنقع هذا الخلل التكويني العميق.
لذلك.. تبا.