طبعا لا. ومن المأساة والمخزي أن نفهم تصريحات النازي بايدن في هذا الاتجاه. ببساطة أمريكا حققت أهدافها من الحرب كلها تقريبا.
* أولا... تدخلت عسكريا ميدانيا بكل قوتها منذ اليوم الأول واستقدمت حاملتي طائرات لا يتم تحريك مثلهما إلا لحرب ضد قوة عظمى ولسبب وجودي مصيري لا تكتيكي عابر ونجحت في ترهيب قوى إقليمية ومنعها من إنجاد ال م ق ا و م ة لتكتفي بمناورات خجولة لم ترتق إلى الإسناد الفعلي، ومنعت قوى عظمى متربصة من مجرد التفكير في التدخل. ونزلت بكل ثقلها السياسي والديبلوماسي والإعلامي، فروّجت بكل فجور للقصة التي اختلقها الكيان حول ح م ا س من قطع رؤوس الأطفال وبقر بطون الحوامل والاغتصاب، واستعملت الفيتو منفردة لمنع وقف التقتيل والإبادة والتهجير.
* ثانيا... أمريكا نجحت كليا في إنقاذ الكيان المجرم من الانهيار والزوال بعد أن تمكنت ملحمة 7 أكتوبر من زعزعة كل شروط بقائه العسكرية والنفسية والسياسية والبشرية.
وقد قال أحد السياسيين (من يذكرنا به مشكورا؟) أن الكيان يولد الآن ولادة ثانية، بعد ولادة النشأة على يد الاستعمار البريطاني، بفضل أمريكا.
وهذا الفضل يعطي لأمريكا كل الشرعية في الحديث عن الشأن الداخلي الصهيوني، كما تحدث بايدن أمس، على أنه شأن داخلي أمريكي خالص.
* وأخطر أهداف أمريكا من تصريحات أمس هو احتواء الانتصار الغزاوي الأخلاقي والسياسي الاستثنائي، بمحاولة امتصاص الهزيمة الأخلاقية التي لحقتها هي وذراعها الصهيونية والتي جعلتهما أمام الرأي العام العالمي رمزا للإجرام والتوحش والنازية الجديدة، وجلّت الصورة الأصلية لقضية فلسطين على أنها صراع بين احتلال صهيوني غير شرعي وشعب يقاوم لاستعادة أرضه.
هل يعني هذا أن أمريكا ستوقف الحرب على غزة الآن ؟
للأسف لا لن تفعل. هي فقط بصدد تشويش المشهد لتجدد شرعية حضورها الاستعماري النازي في عالمنا العربي تحديدا والذي ما زال يمثل ثقلا استراتيجيا عالميا كبيرا.
خطة أمريكا الآن هي استكمال تصفية حماس والمقاومة، وتسليم ما بقي من غزة لسلطة فلسطينية تابعة ومجردة من كل مقومات الدولة.
وإن لم تضمن هذا الهدف الآن كليا قد تكتفي بجزء منه مرحليا.
أمريكا الآن كيان استعماري نازي مرتهن ماليا وسياسيا للفكرة والمصالح الصهيونية.
تبا.