فطحلا القانون عادا أمس إلى السياسة بقوة. وناقص كان يعلنوا الحرب الشعبية طويلة المدى ضد سعيّد. في ندوة نظمها "ائتلاف صمود" (الغامض في هويته السياسية ودوره).. قالولكم راهو سعيّد فاقد للشرعية وهو الآن مجرد "رئيس مباشر" ولازم هيئة الانتخابات تعلن على موعد انتخابات رئاسية قريبا.
بلعيد غيفارا طالب الشعب بالخروج عن صمته، ومحفوظ تروتسكي قال اللي الدستور الحالي رغم أنو خايب ينص على "حق الشعب في مقاومة الاستبداد".
حاصيلو جو كبير بصراحة. فجأة سي بلعيد وصاحبو قرروا باش يأسسوا تيار" التائبون الدستوريون الثوريون". يعني بعدما ساندوا انقلاب 25 جويلية اللي ألغى دستور شاركت في صياغتو كل فئات المجتمع تقريبا (وهو عندي سابقا والآن أرقى ما أنتج العقل الجمعي التونسي في سياق تاريخي دقيق جدا)، وبعدما حطّوا أرواحهم على ذمة الانقلاب وتطوعوا لصياغة دستور انقلابي، وطبعا كان ماشي في بالهم باش يعدّوها على سعيّد زعمة زعمة بلعيد هو الأستاذ وتلميذو سعيّد باش ياخو بخاطرو ويعدّيلو الدستور اللي باش يحضّرو. وكل الحكاية أن بلعيد ومحفوظ وقتها كانوا يخططوا لافتكاك الانقلاب من سعيّد.. ياخي خدم بيهم وبعثهم يشيّطوا.. ياخي خذاو في خاطرهم علّخّر.. ياخي الحكاية قعدت في قلبهم.. ياخي هاهم رجعوا.
طبعا لا يمكن أن نتخيل مطلقا أن تحرّك بلعيد ومحفوظ الآن صدفة توقيتا ومضمونا.
هناك تحريك فرنسي واضح ضد سعيّد، ولكنه تحريك محسوب لا يستهدف إسقاطه لصالح المعارضة الديمقراطية، بل يستهدف احتواءه نهائيا ضمن خطة غربية تتوّج بالإمضاء على اتفاقين متلازمين، واحد مع صندوق النقد والثاني مع أوروبا حول الهجرة.
ثورة بلعيد ومحفوظ بطعم فرنسي.