فهي عدوّ الثورة والديمقراطية الأوّل في تونس
فرنسا دولة استعمارية مجرمة، دمّرت كلّ مكان احتلّته ومسخت ثقافة أهله وشوّهت نموّه، وتركت لها عملاء في كل مكان دنّسته مجنزراتها. تركت بيننا من لم يستحوا من المطالبة بتدخل جيشها عند إعلان نتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيسي.
وفرنسا أوّل من تصدّى لثورتنا وقد كانت وزيرة خارجيّتها ميشيل أليو ماري عرضت، قبل ثلاثة أيام من فرار بن على، تقديم مساعدة فرنسية لفرق مكافحة الشغب لقمع المتظاهرين.
ولم تكف فرنسا تآمرها على الثورة من خلال مخابراتها وعملائها، وعملت على وأْد مسار التأسيس باغتياليْن سياسييْن، ولم توقف أذاها على مسار بناء الديمقراطية إلى اليوم. ورغم موقفها المعادي للثورة تجد من بيننا من يبوس كتف رئيسها ويعتبر استعمارها حماية.
عملت فرنسا المستحيل لكي يصبح نقد سياساتها وفضح ماضيها الاستعماري وتواصل نهبها "طابو" في الحياة الإعلامية والسياسية لولا أبطال ائتلاف الكرامة الذين أعادوا إلى جدل الساحة السياسية أثناء الانتخابات الرئاسية والتشريعية موضوعين شبه محرّمين على الإعلام والأحزاب: فرنسا وحزب الاتحاد.
يجب أن تواجه فرنسا من قبل أنصار الدستور والديمقراطية واعتبارها طرفا أساسيًا في كل محاولات إجهاض الديمقراطية والانقلاب على مسارها على مدى عشر سنوات الانتقال وآخرها انقلاب 25 لمذرّح…
ولتكن مواجهة فرنسا والتصدي لتدخلها في شأننا الداخلي وفي إدارتنا وجامعتنا ومراكز بحوثنا وإدارة ثرواتنا أولويةً ومقدّمة إلى استجماع مقومات السيادة والحدّ من آثار الصراع الإقليمي والدولي على قرارنا السيادي وطريقا إلى بناء سياسات وطنية وشراكات دولية متوازنة واتفاقيات تعاون مثمرة.
فرنسا والكيان الصهيوني يمثلان اليوم قوّة أساسية في المحور الإقليمي والدولي المناهض لثورة الحرية والكرامة في المجال العربي والعالم ولكل اتجاهات التحرر والاستقلال التاريخي التام..