ظهرت عبارة "اليوم التالي" بعد شهر ونصف من الحرب على غزة في سياق الاستعداد لصفقة تبادل الأسرى بداية من الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023. وتعني العبارة مستقبل غزة بعد العدوان. وإذا كان من تعريفات الحرب بأنّها "فشل في عملية التبادل" وتحقيق أهداف سياسية بوسائل غير سياسية (العنف)، فإنّ إيقافها لا يكون دون تحقيق الأهداف التي من شأنها قامت، عند إحدى الجهتين، ولا سيما المنتصرة منهما. ولذلك فإنّ الخوض في مستقبل غزة قبل وضع الحرب أوزارها جزء من المعركة الدائرة يكون فيه للسياسة الإعلامية دور مهم في ترجيح كفة أحد طرفي الصراع.
وكان من أوّل المتلفّظين بها الرئيس الأمريكي جو بايدن، شريك الكيان في العدوان. وقد وردت في معرض ملاحظاته على خطاب الاحتلال السياسي ومجلسه الحربي وما تضمّنته من نصح لحليفه وحارس مصالحه في الشرق الأوسط بأن تكون خطّته أكثر دقة وبأهداف واقعية قابلة للتحقيق.
وكانت هذه النصائح نتيجة لما ظهر لبايدن ووزير دفاعه من شك في قدرة جيش الاحتلال القضاء على المقاومة واستعادة أسراه. وذلك بسبب صمود المقاومة الذي مثل المفاجأة الثانية الصادمة للجهتين. وخلاصتها أنّ انكسار الكيان يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول ونجاح كتائب القسام في وقت قياسي بتصفية فرقة غزة الشهيرة في جيش الاحتلال ليس استثناءً.
• مستقبل غزة
بعد أكثر من أربعة أشهر من الحرب على غزّة، باتت أهداف الاحتلال بالقضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير أسراه من ذوي الرتب العسكرية العالية بعيدة المنال وهدفًا مستعصيًا ومثارًا للشك عند عائلات الأسرى وجانب من الرأي العام الإسرائيلي، وغدت حربه على غزة وقتله الأطفال والنساء سببًا للإدانة الدولية لا سيما بعد حكم محكمة العدل الدولية وما سلّطه من ضوء ساطع على جرائم جيش الاحتلال في حق المدنيين في غزة، وإشارته الصريحة إلى وجود شبهة ارتكاب إبادة جماعية. وهي منجزه الوحيد المُوثَّق بالصوت والصورة مقابل انكساره أمام المقاومة التي نجحت في تهشيم آلته العسكرية.
منذ تدشين الحديث عن مستقبل غزة من قبل الكيان وشركائه في العدوان، كان ردّ المقاومة في غاية الوضوح والجذرية. وهو أنّ غزة لأهلها. وأنّ الحديث عن مستقبل غزة قبل إيقاف العدوان هو جزء من الحرب على غزّة.
والتشديد على أنّ المقاومة في غزة حركة تحرر وطني في مواجهة احتلال استيطاني إحلالي. وتمثّل باعتزاز مرحلة متقدمة من حركة التحرر الوطني الفلسطيني بجذورها العميقة في ثورة البراق (1929) وثورة القسام (1936) وتاريخ العمل الفدائي بمختلف محطاته ومنظماته وقياداته التاريخية.
لذلك عملت المقاومة في مناطحتها سردية الاحتلال واتجاهها إلى الرأي العام الغربي وأحرار العالم على ترسيخ أنّ عمر الصراع في فلسطين المحتلة من عمر الاحتلال، وهو لم يبدأ مع 7 أكتوبر 2023. وأنّ طوفان الأقصى منعرج حاسم فيه وتعبير عن أقصى ما يمكن أن يبلغه "شعب مستباح" من قدرة على الدفاع عن حريته وكيانه الثقافي والاجتماعي في مواجهة العنصرية الصهيونية.
كان الحديث عن مستقبل غزة وعن اليوم التالي للحرب مبكرًا بسبب ما أظهرته المقاومة من صمود بطولي، بل ومن تفوّق ميداني مبهر. وبسبب ما انكشف من هشاشة مؤسسة الكيان العسكرية. فقد نجحت في أن تواجه آخر منتجات تكنولوجيا الحرب الحديثة وآلتها الفتاكة من أسلحة دمار وأجهزة رصد ومراقبة مذهلة بـ "تقنيات بديلة" وأسلحة محلية الصنع في معظمها. وكانت معجزة المقاومة ومنجزها القتالي المذهل في هذه المسافة البعيدة بيّن، وهو عتاد لو تمت مقارنته قبل المعركة بما يملكه الغزاة لَأَشفق على أصحابه من هلاك محتوم.
ولكن الذي حدث صدم العدو وحلفاءه وهزّ اليقين بالثقافة العسكرية التقليدية عند أهل الميدان من جنرالات وقادة وخبراء استراتيجيين في الحروب وتاريخها. وانطراح أسئلة من أهمها سؤال: أي عقل عسكري وراء أداء المقاومة؟
• خطابان ورؤيتان
أبانت عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول عن ضعف أمني وخلل استعلاماتي ولوجستي وميداني كبير في بنية جيش الاحتلال. وهي حقيقة ميدانية اعترفت بها قيادات الكيان وغلّفتها، وكانت الغاية من هذا "الاعتراف" الجزئي المر من قبل الكيان (اتهام ناتنياهو ما يسمى بجيش الدفاع وأجهزته بالتقصير) التغطية على الوجه الآخر لهذا الضعف متمثلًا في حسن استعداد كتائب القسام وتفوّق عقلها العسكري. وهو اعتراف ممنوع في الأصل لكونه أشدّ خطرًا وأبعد أثرًا. ولكنه يظهر من خلال تقاطع خطاب كلّ قيادات الاحتلال السياسية والعسكرية في أنّ "كيانهم" يخوض "معركة وجودية". وما تضمره هذه الجملة من شعور حادّ بالانكسار أمام المقاومة والتهديد الاستراتيجي لـعملية 7 أكتوبر/تشرين الأول. تهديد ضاعفته ثلاثة أشهر من الهجوم البرّي العاجز عن تحرير أسير واحد، ولم تخففه جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة في حق المدنيين ومدينتهم الشهيدة، قبل حكم المحكمة الدولية وبعد صدوره.
وقد أريد للعدوان على غزة وقصفها جوًّا وبرًا وبحرًا بأحدث أنواع الطيران وأضخم القنابل حجمًا وأشدها فتكًا أن يكون تمهيدًا للعملية البرية التي ستُنسِي في انكسار 7 أكتوبر/تشرين الأول الاسترايجي، غير أنه، وبعد عدة أسابيع من الهجوم، تأكّد أنّ 7 أكتوبر ليس الاستثناءً وإنّما هو القاعدة. وأنّ عمليات المقاومة في صدّ الهجوم البرّي ومحاولات التوغّل داخل قطاع غزة هي في حقيقتها صورة مستنسخة من اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى النوعيّة وامتداد لها. وأنّ 7 أكتوبر يؤرّخ لمرحلة جديدة في تاريخ الصراع بين المقاومة وجيش الاحتلال.
في هذا السياق، تقابل موقفان من طرَفَي الصراع، حول وضع غزة بعد وقف العدوان. ولهذا التقابل امتداده الإقليمي والدولي بين موقف يمتدّ من اعتبار المواجهة بين حركة تحرر تدافع عن حقها في أرضها وشعبها وحقه في الاستقلال وتقرير المصير إلى موقف إنساني مناهض للعدوان على غزة وداع إلى إيقافه، وموقف يتبنى بدرجات متفاوتة سردية الاحتلال ويسلم بمزعمه في حق الدفاع عن النفس، وهو الاحتلال الاستيطاني الإحلالي الجاثم على أرض فلسطين منذ 75 عامًا والضارب بعرض الحائط كل القرارات الأممية المعترفة بحقوق الشعب الفلسطيني.
وهو تقابل يَظهر في تصور كلّ منهما لموضوع إيقاف الحرب من جهة شروطه ونتائجه السياسية المباشرة وتداعياته على المقاومة ومستقبل الاحتلال.
فقيادة الكيان بزعامة رئيس حزب الليكود ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. كانت تأمل بمخططها الانتقامي بأن تثأر من 7 أكتوبر/تشرين الأول وتمحو أثره في وقت قياسي، وتوقف تداعياته المرعبة على بنية الاحتلال المتصدّعة باجتياح غزة وتصفية قيادة القسام وشلّ قدراتها القتالية واستعادة جل الأسرى. ولكن أسابيع من القتال الضاري وخسائر جسيمة في صفوف جيش الاحتلال وعجز وحداته من النخبة عن تحرير أسير واحد كانت كافية لتقلب الصورة وترغم القيادة الإسرائيلية على عقد صفقة تبادل الأسرى الأولى والوحيدة. ووضَع هذا المعطى عناصر جديدة أمام الفاعلين في رسم مستقبل المنطقة وإعادة ترتيب توازنات الصراع الدولي.
• إدارة بايدن ووقف إطلاق النار
كانت أكثر من جهة أممية ومنظمة دولية دعت إلى وقف إطلاق النار أمام ما يتعرض له المدنيون من قتل وتشريد، وما طال المدينة المحاصرة من استهداف لكل أسباب الحياة ومن سياسة انتقام وتوحّش تجتمع فيها كلّ مقومات جريمة الإبادة الجماعيّة. وقد كانت حوالي 153 دولة أجمعت وصوّتت في مجلس الأمس على مشروع قرار بوقف إطلاق النار، ولكن الفيتو الأمريكي نسف المحاولة ومنح المعتدي الوقت ليواصل عدوانه على أمل أن يحقّق بعضًا مما أعلن من أهداف.
وهو أمل بدأ بالتضاؤل مع الزمن عند الإدارة الأمريكية أمام صمود المقاومة وعجز جيش الاحتلال في مواجهتها، واستحالة التغطية على آثار جرائمه في حق المدنيين، وبداية تحرر نسبي وغير مسبوق للرأي العام الأمريكي والأوروبي من السردية الصهيونية. كل ذلك كان مصحوبًا بشعور بالانجرار وراء "رغبة ناتنياهو" وأجندته الخاصة. وهو انسياق لا يكبحه إلاّ قرارها الاستراتيجي بعدم توسيع المواجهة إقليميًا.
وقد مثّل قرار المحكمة الدولية فرصة للإدارة الأمريكية لتوقف الحرب، ولكن الموقف الأمريكي انبنى على مفارقة حادّة نتيجة تقديرين استراتيجيين متعارضين منعت العمل على وقف إطلاق النار: عدم توسيع الحرب إقليميًا، من ناحية، ومن ناحية أخرى معارضة وقف إطلاق النار في المرحلة الحالية من المواجهة لما يعنيه من "استسلام الكيان لحماس"، وما يمثّله من مقدمات جدية بانهيار دولة الكيان.
وهو تحوّل استراتيجي عميق لا تبدو الإدارة الأمريكية مستعدة له. فوجود الكيان سياساتها الأمنية ورعاية مصالحها وعلاقاتها الإقليمية والدولية. وقبل ذلك فإنّ دولة الكيان الوظيفية الموروثة عن الإمبراطورية البريطانية الاستعمارية شأن أمريكي داخلي.
لا خلاف في كون موقف الإدارة الأمريكية الاستراتيجي هو الانتصار لإسرائيل والدفاع عن وجودها ودورها الريادي في منطقة "الشرق الأوسط". وفي هذا يتفق الجمهوريون والديمقراطيون، ولكن على المستوى الداخلي فإنّ اختلاف الحزبين في العلاقة بقيم الديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان والأنظمة السياسية في البلاد العربية وإفريقيا جعل من اليسار الأمريكي (والحزب الديمقراطي يصنف ضمن اليسار بالمنظور الأمريكي لليسار) والسواد الأعظم من الجاليات العربية والإفريقية من خزّان المرشح الديمقراطي الانتخابي.
وفي هذا السياق، وأمام تراجع بايدن في استطلاعات الرأي العام أمام ترامب، تحت تأثير تطورات العدوان على غزة، سعى جو بايدن إلى بناء معادلة داخلية صعبة بسبب توترها بين إرضاء اللوبي الصهيوني النافذ بانخراطه في مشروعه العدواني في فلسطين، وتجنب خسارة الناخب العربي والديمقراطي عمومًا المتحوّل في اتجاهاته الانتخابية تحت وقع طوفان الأقصى وجرائم الإبادة المتواصلة في غزة.
• صفقة تبادل في الأفق؟
بين موقف المقاومة الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار وموقف قيادة الكيان اليمينية المتطرفة المتمسّكة بمواصلة العدوان حتى القضاء على حماس، تقابلٌ حادّ لم يخفّف منه ما يُطرح من مبادرات من قبل الوسطاء لكسر حدة الاستقطاب والإحاطة بتداعياتها الإقليمية.
في سياق هذا الاستقطاب وتواصل الحرب على غزة وضراوة المواجهات بين المقاومة وجيش الاحتلال في شمال غزة ووسطها وجنوبها، جاءت محادثات باريس تحت عنوان "محادثات بشأن اتفاق هدنة بغزة" وقد ضمّت كُلًّا من قطر ومصر والولايات المتحدة وإسرائيل، إلى جانب فرنسا راعية المحادثات.
هذه المحادثات التي يراد تطويرها إلى مبادرة اختلف الوسطاء في صياغتها وغايتها فهي عند الولايات المتحدة وفرنسا مبادرة من أجل هدنة تمكّن من إطلاق سراح الرهائن من مجنّدي جيش الاحتلال وضباطه. وهي عند الوسيط العربي قطر هدنة لتبادل الأسرى ومقدّمة لإيقاف الحرب التي هي في حقيقتها مجزرة يتابعها العالم على المباشر منذ أربعة أشهر ولا يكاد يصدّق أنّ دولًا عظمى ترعاها وتمنع كلّ مساعي إيقافها.
حدّدت المقاومة سقفها على لسان الشهيد صالح العاروري قبل رحيله بأيّام في مقابلة تليفزيونية، بعد عمليّة تبادل الأسرى الأولى، بأنّه "لا تبادل للأسرى حتّى إنهاء العدوان على قطاع غزّة ووقف إطلاق نار شامل ونهائي". وتَحَدَّد هذا السقف من خلال ثلاثة روافد: منوال المقاومة وخطّها في التحرير والعودة، العدوان على غزّة وجريمة الإبادة الجماعيّة المتواصلة، الصمود البطولي في صدّ جيش الاحتلال وتهشيم ألوية النخبة فيه.
ولولا صمود المقاومة لطويت صفحة غزّة، ولما كان هناك حاجة إلى الحديث عن هدن تبادل أسرى. وفي هذا السياق، وتحت هذا السقف صِيغَ موقف المقاومة من المبادرة الباريسيّة. ولئن لم يكشف عن بنودها فإنّ مصادر من حماس تشير إلى أنّها توصّلت بمقترح من ثلاث مراحل تتعلّق جميعها بموضوع تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانيّة إلى غزّة (إطار المبادرة). وكان من المقاومة ردّ مفصّل يرتكز على وصول المفاوضات إلى وقف شامل للعدوان، وانسحاب كامل لجيش الاحتلال من قطاع غزّة، ورفع الحصار وتأمين إيواء النازحين، وإعادة إعمار ما دمّره العدوان، وإنهاء المعاناة الإنسانيّة، وإبرام صفقة تبادل جديّة للأسرى، والإقرار الدولي العملي بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلّة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
ومن جهة الاحتلال، فإنّ رده يعكس وجهات نظر متباينة بين المعارضة والحكم وداخل الائتلاف الحاكم، وبين الحكومة ومؤسسة الجيش، كلّ ذلك في علاقة بأهالي الأسرى واندفاعهم المتنامي نحو الشارع بأولويّة إطلاق سراح ذويهم. ويتلخّص ردّه في رفض الانسحاب من غزّة حتى تحقيق ما يسمّيه بالأهداف وهو الذي عجز عن تحرير أسير واحد خارج المفاوضات مع المقاومة، وأنّه لا مجال لإطلاق سراح آلاف المخرّبين.
ومأزق الاحتلال في انتباهه إلى حقيقة طوفان الأقصى وأنّه بصدد معركة وجوديّة، وهو يدرك أنّه مستطيع بغيره فلولا الدعم الأمريكي والغربي وتبعيّة نظام الاستبداد العربي لما استطاع البقاء سبعة عقود في أرض فلسطين. ولولا نجدة صانعيه من عمليّة الطوفان لتفكّك وكان الهروب الكبير صورة من هروب المستوطنين من غلاف غزّة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. فعصابات الإرهاب الصهيوني التي احتلّت المكان بقيت "خارج المكان" رغم الدولة التي بنتها عليه، في حين حمل الفلسطيني المكان معه سواء كان مشرّدًا خارج فلسطين أو محاصرًا في مخيّمات في أطراف المدن والجغرافيا أو مبعدًا على الحدود مع أرض الإسراء. ويمثّل صمود أهل غزّة الأسطوري على أرض غزّة رغم الإبادة الجماعيّة المتواصلة شهادة أمام العالم على صاحب الأرض والحق.
ولا يقلّ المأزق الأمريكي حدّة عن مأزق الكيان، وقد نجح نتنياهو في جرّ بايدن وإدارته إلى أجندته الخاصّة. وهو يدرك أنّ نجاته لن تكون إلاّ بتوسيع المواجهة إقليميًّا لإذابة هزيمة جيشه النكراء في غزّة في أتون حرب شاملة أو بعودة صديقه الأهوج ترامب ليحيي معه "صفقة القرن" ومسارها التطبيعي الذي تلقّى ضربة قاصمة مع طوفان الأقصى الجارف.
يفصل بايدن جيّدًا بين معركة الطوفان وما رافقها من معارك إقليميّة رغم الاتصال الظاهر بينهما من خلال عناوين الإنجاد ودعم للمقاومة. فالصراع الأمريكي الإيراني سابق على طوفان الأقصى ومرافق له ومعنيّ بنتائجه ولكنّ استقراره عند قواعد اشتباك مرعيّة يجعل من استراتيجياته موازية لاستراتيجيّة الطوفان. وعلى أساس هذه قواعده الثابتة نسبيًّا هناك اتفاق بين جهتيه الحؤول دون توسعه.
وخلاصة الأمر في أنّ صمود المقاومة وحاضنتها الشهيدة هو العامل الحاسم في إيقاف العدوان وفي تحديد هويّة "اليوم التالي" السياسيّة. وإذا كان الكيان يسعى عبثًا إلى العودة إلى 6 أكتوبر/تشرين الأول المناخ الملائم لأجندة اليمين الصهيوني المتطرّف، فإنّ أطوار المواجهة ومنجز المقاومة بتهشيم فعليّ لجيش الكيان وعجزه عن تحقيق ما أعلنه من أهداف سيجعل من إيقاف الحرب/العدوان نقطة تحوّل في مسار المقاومة وخطوة واسعة على طريق التحرير والعودة. وسيكون من جُمَلِها المرحليّة بناء العنوان السياسي الفلسطيني الجامع على قاعدة المقاومة وبناء الدولة الفلسطينية المستقلّة وكاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف.