حوار ناجح لرئيس الحكومة على الوطنية الأولى: وضوح على مستوى الرؤية والخطّة وانسجام في الفريق الحكومي استجابةً لطبيعة التحدّي ومصيرية المعركة بقيادة وزارة الصحة والجيش الأبيض ودعم المؤسسة الأمنية والعسكرية ومؤسسات المجتمع المدني.
وسيطرة على الملفات وإجابات حول تعبئة الموارد وتغطية حاجات كل الفئات الهشة على قدر كبير من الوضوح والدقّة والجرأة.
النتيجة: رسالة طمأنة مهمة في مواجهة الوباء الزاحف وتعزيز الثقة بالدولة في تحمّلها أعباء هذه الحرب المفروضة.
مهم الوصول إلى اتفاق حول موضوع تفويض الصلاحيات في هذا الظرف الاستثنائي. غير أنّ المثير في سلوك رئيس الحكومة ليس مطالبته بتفويض صلاحيات وإنّما في تنازله عن صلاحياته التي يمنحها له الدستور لرئيس الجمهورية، وتضاؤله أمامه.
إضافة إلى سكوته التام عن أداء رئيس الجمهورية الكارثي منذ أزمة الوباء خاصّة، وآخره خطابه الأخير في اجتماع مجلس الأمن القومي، وبحثه عن تسجيل مواقف شخصية فيها تنصل من المسؤولية ومناقضة للخطة المطبقة في الحرب على كورونا وخاصة إجراء الحجر الصحي، وتتفيه عمل الحكومة والإشارة الغائمة إلى نقائص دون ضبط ودون مقترح عملي لتجاوزها.
وهو توجه أوقع فيه رئيس الحكومة نفسه منذ خطاب التكليف.وقد حان له أن يغادره. ويعرف كل طرف حدوده ومهمته.
أنهي بملاحظتين:
الأولى حول استقلالية القضاء، إذْ لم يكن كلام رئيس الحكومة بالوضوح الكافي في الموضوع أثناء حديثه عن الموقوفين ومن بينهم موقوفو قضايا الشيكات.
والثانية ما كان لرئيس الحكومة أن يتحدّث عن المؤسسة التشريعية بمثل هذا البرود. فالاختلاف مع المجلس حول بعض القضايا يجب الاّ يقلل من قيمة هذه المؤسسة الأصلية في خطاب رئيس الحكومة والسلطة التنفيذية، لما في ذلك من مجانبة لثقافة الدولة والتقاليد الديمقراطية.