قال الأستاذ غازي الشواشي وزير أملاك الدولة السابق في برنامج رونديفو على قناة التاسعة «:محاربة الفساد ماهياش تقديم شكايات. محاربة الفساد: نراجعوا منظومات، نراجعوا عقليات، باش نلقاو أرواحنا غدوة في دولة متطوّٰرة، دولة تحكمها الشفافيّة والحوكمة الرشيدة ودولة القانون. هذا عمل طويل ، ويلزم الجميع يشارك فيه ، موش بمنطق انتقام وتشفّي وصناعة بطولات: هاني نقدِّم في شكايات وهاني قدّٰمت مائة قضيّة ومائتي قضيّة...لالالا » ...انتهى كلام الأستاذ غازي.
التعليق: لماذا يا إمّا هذا أو ذاك؟
لماذا لا يكون تكامل بين الأسلوب (تقديم الملفات) والرؤية (مراجعة العقليات والمنظومات؟ أي تقديم الملفات، بعد التدقيق الصارم، برؤية مراجعة المنظومات والعقليات).
لو ذكر الأستاذ غازي هذا التكامل وأهميته لكان لكلامه مصداقية، ولكنّٰه اختار أسلوب المناكفة وإثارة الغبار حول مساعي مشهودة في هذا الباب (ربطها بمنطق الانتقام والتشفّي)، وتتفيه جهود فيه (تصويرها على أنّٰها أقرب إلى المعالجة الشكلانية الاستعراضية:صناعة بطولات!!)، وتجاهل مثابرة أسماء سياسيّة معلومة للقاصي والداني في تقديم ملفات موثقة هزّت مراكز فساد حقيقية فكشفت بعضها، وحاصرت البعض الآخر، وأُوقف من تسنّى إيقافه من قبل القضاء، بعد إحالة ملفاتهم على القطب القضائي.
قاموا بكل هذا، رغم ما يصحبه من تهديدات شخصية ومخاطر عائلية، ودون أن يطالبوا بمناصب ولا أن ينتظروا صلاحيات مَنْ سيخوض حربا لا تُبقي ولا تذر.
لا يمكن ألاّ نذكر في هذا المجال الصديقين عماد الدايمي وياسين العياري...والناس تعرف جهدهما في هذا الباب، وتعلم نتائجه وأثره على منظومة فساد تطمع حتّى في من يرفع شعار محاربة الفساد باسم مؤسسات الدولة ومحيطها، وتأمل في الوصول معه إلى تسويات تجتهد في أن تكون بشروطها.
يقدّم منطوق الأستاذ غازي مثالا عن العقلية الفئوية التي تُغطّٰي على المهمّة الوطنية ولا ترى منها إلاّ ما يعني الشخص أو جهته الحزبية والسياسة. وحبّذا لو أجابنا الأستاذ غازي: كيف يمكن مراجعة العقليات والمنظومات؟
لعلّه يقنعنا بوجهة نظره ويدلّنا إلى ما غاب عنّا.