إقامة الحجة على الانقلاب وكشف خطورة ما أقدم عليه من عبث بالدولة والسلم الأهلي مهمّ، وقد تصدّى لذلك أقلام وأصوات دافعت باقتدار عن الدستور والديمقراطية،
هذه مرحلة المفروض أننا فتناها وخرجنا إلى مهمة التصدّي العملي للانقلاب... وجاءت وقفة السبت الماضي من أجل الحرية لياسين ورفاقه أمام المسرح البلدي يوم السبت تنبيها إلى هذه المرحلة الجديدة وضرورتها وأهمية البناء عليها...
فالاكتفاء بالمحاججة لن يوقف خطر الانقلاب الهادم، ولن يفتح الطريق للخروج من الأزمة الخطيرة. وما يحدث على الحدود التونسية الليبية مثال عن هذا العبث المخيف بمصير البلاد ومعاش أهلها وأمنهم.
لا غنى عن مبادرات سياسية عملية وعاجلة توقف عملية التجريف المتواصلة وما تركته من فراغ مؤسسي مريع يهدد استمرار الدولة، ولا مناص من التصدّي الميداني للانقلاب مقدّمةً لحوار وطني يعيد ترتيب المشهد للخروج من الفراغ المؤسسي تحت سقف دستور الثورة.
إيقاف الانقلاب بدعوة الرئيس سعيّد إلى التراجع عنه بالكامل أو الاستقالة العنوان هو الوحيد للقوى المدافعة عن الدستور والديمقراطية وهي تنزل مصممة على إنقاذ البلاد من العبث بالدولة والسلم الأهلي.
مواصلة الجدل حول الشرعية، وهل يعلّق سعيّد الدستور (المعلّق عمليا منذ 25) أم يكتفي بتعديله… جدل لا أفق له، بل ذاك ما يرده الانقلاب للتغطية على تخبّطه وعجزه حتى يصبح الاستثناء أمرًا واقعا، ويكون عامل الزمن كفيلا بالتطبيع معه، وكافيا لانتقاض ما بقي من شروط بناء الديمقراطية …
مطلوب الإسراع إلى خطوة عملية تنطلق بحمل الرئيس سعيّد على التراجع أو الاستقالة…
نواب الشعب مازالوا الغائب الأبرز ..