1
الشعبويّة مزروبة كي محسن…تشعل بسرعة وتطْفَى بسرعة…نار تبن وعرْفج.. ومن خصائصها أنّها تطرح نفسها بديلا وليس شريكا، مثلما قال الصديق عاد بن عبد الله.. تقدّم أحلاما شوهاء تُسيء حتّى إلى فكرة الحلم نفسها…وهي أعجز عن ترجمتها… وهذا ما يجعلها بلا أفق، وتدمّر نفسها بالمأزق الذي تصنعه.
الشعبوية هدّامة، وأداة تجريف..هدمت المؤسسة الأصلية والسلطة التنفيذية الأولى.. حتّى رئاسة الجمهورية - التي لم نعد نعرفها - وصلها التجريف…فهي صمّاء بكماء إلاّ من تبرير فخامته ما لا يبرّر وما يجود به من سباب وتوعد وتهديد لـ« الشعب الآخر » بما لا يليق بذلك المقام من الدولة..وبالمرء عامّة…
هدّم كل شيء وجلس على أطلال الدولة ونعق على خرابها…نحن أمام "بدْونة الدولة"…من قبل "بداوة سياسية ناكصة"…هي الشعبوية.
هذاكة علاش برشة من مقاولي السياسة والمرتزقة بدوا يوخروا…ويتناڤزوا خوفا من الغرق…وبدأوا في تدوير زوايا مواقفهم القديمة الحادّة الّي ساندوا فيها الانقلاب القبيح بمواقف جديدة مَرّة تنصح ومَرّة "تكركر أصل"…وستصل قريبا إلى التنصّل والتنديد..
2
تمزيق الدستور، والجمع بين السلطات الثلاث، واستهداف الحريات الأساسية، وتسيير البلاد بمراسيم سيادته…هذه جرائم لا يمكن أن تبرّر، ولم يكن يُتوقّع أن تجد من يسندها…
ولكن وُجد من برّرها من رموز "الحداثة" والوظيفيين ممن كان يعطّل جلسة مجلس النواب برمّته من أجل إجراء شكلي أو تجاوز من قبل رئيس المكتب.. وتُنصب البلاتوات للترذيل..يتواطأون على قتل الحسين ويسألون عن حكم قتل بعوضة…
كل شيء مسجّل يا حثالة السياسة…وستكون محاكمةٌ في ظل الدستور والديمقراطية والقضاء المستقل، فتمزيق المواثيق الغليظة موش لعبة!!
ومع ذلك فإنّ من رموز "الحداثة" ومن أنصار الدستور والديمقراطية من يتصدّى لسلطة الفرد ومصادرة الحريات وكل ما ارتكب من جرائم…فحدود "المجتمع المدني" تتغيّر ويعاد رسمها في إطار مهمّة رأب الصدع واللقاء على مشترك وطني…
تحيّة إلى الأحرار فالحياة موقف…