قوات الاحتلال تستهدف المصلّين في المسجد الأقصى وتصدّي أهل القدس في باحات المسجد للشرطة والقوات الخاصة الصهيونيّة. وينقل التليفزيون العربي على المباشر الآن الاعتداء، ويستجوب بعض قادة العمل الفلسطيني، وكان من بينهم متحدث باسم فتح.
ذكّر المتحدّث بأنّ القدس ستبقى عربية وأنّ القدس تعني كل المسلمين والمسيحيين وأحرار العالم...خطاب وطني سليل حركة التحرر الوطني الفلسطيني ينطق به ممثل عن فريق أوسلو ورعاة التنسيق الامني فتنقلب دلالته.
كما أدان المتحدث باسم فتح الكيان الصهيوني الغاشم، وأشاد بدعوة أبي مازن مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة لحماية الشعب الفلسطيني.
وسأل صحفي القناة المتحدث باسم فتح: ما هو الموقف المنتظر؟ فكان جوابه: إنّ شعبنا يتصدّى بأسره لهمج الاحتلال .... الخ. انتظرتُ أن يسأل الصحفي ممثل فتح: لماذا لا يوقف أبو مازن التنسيق الأمني؟ ولكن الصحفي لم يفعل مع الأسف.
الموقف الأدنى لأي فلسطيني يكون بالدعوة إلى إيقاف التنسيق الأمني، ودعوة المطبّعين العرب إلى قطع العلاقة مع الكيان، والعمل على وحدة الموقف الوطني الفلسطيني.
أبو مازن الذي أجّل الانتخابات الفلسطينية (أي ألغاها) نزولا عند طلب الاحتلال، وإنقاذا له من اشتباك سياسي يوحّد الشعب الفلسطيني ويحشر العدو في زاوية الأنظمة العنصرية المناهضة للحرية والديمقراطية، لا يقدر اليوم على غير الاحتماء بتقليد ديبلوماسي شكلي بدعوة مجلس الأمن إلى انعقاد طارئ لا يحمي مقدسات ولا يردّ عدوانا.
لا بأس في أن نندّد وأن نشدّد وأن نؤيّد..رغم أن كل ذلك مجاز سياسي ميّت. فتحرير شبر واحد من المجال العربي من ربقة الاستبداد والانتصار فيه لبناء الديمقراطية يمثّل إسنادا مباشرا وفعليا لأهلنا في فلسطين وتأكيدًا على تلازم المقاومة والمواطنة.
العدوان على حي الشيخ جرّاح واستباحة المسجد الأقصى والاعتداء على المصلّين ومواجهات المقدسيين الأخيرة والانتصار على الحواجز تؤذن جميعها بانتفاضة الشعب الفلسطيني. وهو ما يستوجب الدعم الإعلامي والسياسي لإخوتنا في القدس والتصدّي لمحاولات إجهاض مسار بناء الديمقراطية من قبل "حزب فرانسا" الحليف الموضوعي للكيان، في تونس.