-1 إعلام التطبيع يعمل بكلّ طاقته اليوم وهذا المساء تحديدا لتحويل اهتمام الرأي العام لإنقاذ من تورّطوا في محاولة الانقلاب الفاشلة على الدستور والمؤسسات المنتخبة والاختيار الشعبي الحر، وفي مقدّمتهم رئيس الجمهورية. والتركيز في كلّ وسائل إعلام العار إعلام السيستام على موضوع "رفع الحصانة" وما لفّقوا حوله من روايات خلطوا فيها القديم (الدورة البرلمانية السابقة) بالجديد (الدورة الحالية) والحقيقة بالأكاذيب الآثمة، وقد كشفت إدارة المجلس عن تفاصيل الموضوع وفضحت حجم الدعاوى الباطلة.
من الضروري الكلام على ما يكون من تجاوزات في موضوع "رفع الحصانة" ومحاسبة كل من أخطأ، ولكن لا يكون هذا للتغطية على خطيئة الانقلاب ومجاميعه المرتبكة.
2 - هم يعلمون أنّ مرجعية الحديث عن الانقلاب ليس وثيقة "الانقلاب الدستوري" رغم نقْلها بوفاء ما هدّد به قيس سعيّد في كلّ خطبه البائسة ومساعيه الخائبة في التحرّش بالمؤسسة الأمنية والعسكرية وما نصح به محمد وسامية وعمار من ضرورة تحريك الجيش والانقلاب على المؤسسات الديمقراطية واعتقال الخصوم وشطب المسار.
ما يورّط سعيّد والذيول الوظيفية ليس الوثيقة، وإنّما مواقفهم السياسية وأداؤهم وتصريحاتهم الموثّقة. وستكون جميعُها دليلَ مساءلتهم وحجة محاسبتهم عاجلًا أو آجلا.
انحياز إعلام التطبيع وبقايا إمبراطورية عبد الوهاب عبد الله الإعلاميّة وكلّ لوبيات السيستام " لسعيّد وذيوله الوظيفية يقوّي اليقين بسلامة الموقف المتشبّث باستكمال الانتقال والدفاع المستميت عن شروط بناء الديمقراطية والوفاء للاختيار الشعبي الحر والالتزام بنتائجه السياسية، ويؤكّد هشاشة جبهة خصوم الديمقراطية حزام سعيّد الفعلي وأدواته في تنفيذ انقلابه على الديمقراطية.
3 - كلمة سعيّد البارحة وهو ينفي نزعته الانقلابية ويعترف لأول مرة بأهمية الاختلاف في مقاربة مصلحة البلاد وضرورة تكامل المؤسسات لا تعبّر عن "عودة وعي" بقدرما تشهد بتراجع مفروض تتقاطع في فرضه إخفاقاتٌ داخلية الشعبوية وأذنابها وتوجهاتٌ إقليمية ودولية لا تسعف فرنسا و"حزبها" في تونس من المجاميع المناهضة للدستور والثورة والديمقراطية.
والذي يكشف تراجع سعيّد وحقيقته هو كلمته عن رسالة "الانقلاب الدستوري" فلم يتمالك كعادته عن إدانة خصومه بكل ما ارتكبَه من تعطيل وتعفين واستهداف مصلحة البلاد وسلمها الأهلي، في ظلّ أزمة مالية واقتصادية وسياسية وصحية، لم تحد في حوزتهم ما تحرّكه فيهم من "سميغ الرجولية".
المسار عصيّ على الكسر وبوادر انتصار الديمقراطية لا تخطئها العين… دعوا الفرز يبلغ مداه…ولا بديل عن الوضوح والجذرية في معركة بناء الديمقراطية.