من حق نقابة الصحفيين، ولعله من واجبها، أن تندّد بالعملية الإرهابية التي استهدفت شرطية فرنسية بمدينة رامبوييه بضواحي باريس، وأن تعزّي أهل الضحية وتتعاطف مع الشعب الفرنسي...هذا كله طبيعي ولا غبار عليه.
ولكن أن تتّهم في بيان لها مشترك وبلا دليل حركة النهضة وائتلاف الكرامة ومحيطهما بدعم العملية الإرهابية والتورّط فيها، وتنبّه إلى «الصّمت الطويل للسلطات الرسمية، التنفيذية والتشريعية» وتدين بيان الحكومة وتعتبره تراخيا وتراجعا عن «المواقف المبدئية الحازمة ضد الارهاب في الداخل والخارج».
فهذا قوادة مجانية عيني عينك للعكري، وتحريض على البلاد لا يختلف عن دعوة سهير بلحسن الحقوقية فرنسا للتدخل العسكري في تونس، بعد إعلان نتائج الانتخابات التأسيسية في 2011 وفوز الإسلاميين فيها بالمرتبة الأولى.
لم يظلمهم من نعتهم بأنّهم بوليس سياسي وجزء من منظومة التعذيب متاع بن علي.
ليس لحزب فرنسا وصبايحيتها في مواجهة الديمقراطية التي يعتبرونها تهديدا وجوديا سوى التحرّش بالمؤسسة الأمنية والعسكرية ودعوتها إلى هدم مسار الديمقراطية واعتقال خصومهم، في الداخل. وفي الخارج، الاستقواء بفرنسا على بلادهم ودولتهم وأهلهم وناسهم واستهداف حريّتهم بالصبّة والقوادة والرخص وبيع الذمة بأبخس الأثمان..