استمعت إلى إلياس الفخفاخ في "ساكن قرطاج"، وواضح أنّ الرجل يملك من الرؤية السياسية ومن الحلول العملية لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصاديّة الاجتماعية.
نحن أمام بروفيل رئيس حكومة أكثر منه رئيس جمهوريّة. وزيد الرجل ابن صفاقس.. صفاقس التي لم يراهن عليها أي حزب في برنامجه وبقيت في الظلّ، بسبب الافتقاد إلى الخيال السياسي والمعرفة بالبلد وتوازناته وجغرافيته السياسية وشروط وحدته.
الرهان على صفاقس يمكّن المراهن من :
- تثبيت نفسه في المعادلة السياسية قوة وازنة .
- بناء قاعدة سياسية اقتصادية اجتماعية للحكم مثلما فعل بورقيبة مع الساحل وبناء قاعدة الحكم الجديد.
- إقامة التوازن الاقتصادي في البلد، فصفاقس قاعدة لنهوض اقتصادي حرفي صناعي تكنولوجي فلاحي، وإقامة توازن ثقافي فكأنّ صفاقس هي الوجه العربي لتونس ( ملامح شرقيّة للبلد، بعد انزواء القيروان)
صفاقس بوصلة حيث ما مالت يميل معها البلد، والمنعرجات التي عرفتها تونس في تاريخ دولتها الحديثة يشهد بهذا.
عمل بورقيبة الجبّار في تحويل قاعدة الحكم الاقتصاديّة الاجتماعية من الحاضرة إلى الساحل مع دولة الاستقلال لم يسمح بأكثر من "دولة جهوية " حاولت دون جدوى أن تكون وطنيّة. ولعلّ الرهان على صفاقس فرصة لبناء "الدولة الوطنية" غير المركزيّة وتجاوز ما يعرفه البلد من اختلال..
صفاقس ميزان البلاد وضامن وحدتها…