إصلاح التربية. . غول العنف

Photo

انتشرت في عديد المدارس و المعاهد مظاهر العنف، و لا يمكن أن يمرّ يوم إلاّ و تسمع الأذن ما يخدش الحياء، وترى العين مشاهد في ساحاتها لشجار يتحوّل إلى لكم و ضرب مبرّح. فلا يصادفك إلاّ متعلّم وعينه زرقاء، و آخر كسرت يده، و أمّا تنظيم هجمات الاعتداء فهي حوادث سرديّة تعوّدت عليها حافلات النقل العمومي، فهي تشهد بأن المتعلّمين يتحوّلون إلى ضواري ينهشون أجساد بعضهم.

أسرة العنف

العنف هو ظاهرة اجتماعية صاحبت الإنسان الهمجي، وتحوّل عنها إلى أساليب متحضّرة، لعلّ أرقاها الحوار.فلماذا بقي العنف حاضرا في عقول ناشئتنا؟ ليست الإجابة سهلة، فالمجال الأسري افتقد بريق هيبته، و أضحت العائلة تعايش يومها في مخاطر لا تنتهي إلا بنوم الأطفال أو عودة الشّبان و الشّبات من السّهر. الأب ليس علامة على الطّاعة الواجبة؛ بل هو يساير نسقا انفعاليا شديد السّوء.

مدرسة أم العنف

إذا كانت الأسرة فقدت هيبة السّيطرة الطوعية، فإنّ المدرسة الّتي اختار لها الرهبان و المؤدّبون و المدرّسون أن تكون قلعة انضباط قصوى لم تعد كذلك. فلقد جاءت رياح التّحرّر العاتية بدحرجتها إلى سموم المعاملات الشوارعية. وعرف مشهد المدرسة المنضبطة تغيّرا حادّا.

ولم يفرّق أصحاب القرار التربوي بين واجب العمل التعليمي التعلّمي و ما يفرضه من ضوابط الإنصات و التفاعل و الاكتساب و استيعاب المعلومات، و الحرّية الشّخصية للمتعلّمين. أدخل هذا الخلط شبح العنف المتزايد في الفصل. و لم يرشح عن أحداث العنف إلا نتائجها، و وقع إهمال بذورها التعليمية التعلّمية. .

النّظام التّأديبي

استطاع مشّرع النّظام التّاديبي أن يستند إلى كلّ ما هو واقع في ميدان القانون، و صغّر من ثقله الزجري، و جعل الخروج عن نواميس الانضباط المعرفي و التعليمي تتساوى مع الانفلاتات الانفعالية و الللكمات الاحترازية و الإيذاء الّذي ينجر عنه إلحاق عاهات مستديمة؛ بل هو يعتبر أنّ ما يقع في المدرسة هو في باب التربية، وتناسى أنّ أبواب المدرسة أصبحت مفتوحة لمن هبّ و دبّ ليفسد فيها و يديم الإضرار برسالة التربية نفسها.

نسيان مقلق

أغفل المشروع الإصلاحي الجديد للتربية الخوض في هذا الباب، ولم يكن له كثير غبار الكلام. فالعنف-ربّما- ظاهرة مؤقّتة ستزول حالما يقع إرساء النوادي و الرّاحات الإختيارية. هو توجّه قد يساهم في التقليل من مظاهر العنف بأشكاله المتنوّعة. ولكن لن ساهم إلا في إخفائها و تلطيفها. أسئلة للتفكير:

ما العقاب؟

هل نحتاج إلى نظام تأديبي جديد؟

ما نوع العلاقة بين المتدخلين في الميدان التربوي؟ هل يحتاج المتعلّم إلى الزّجر أم الشفقة أم القصاص؟

أسئلة كثيرة ستقع الإجابة عنها حالما نفهم أنّ إدارة الشأن التربوي تتطلّب تفاعلا بين ما هو معرفي

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات