البارحة و أنا أتابع جلسة سحب الثقة من الحكومة، تفاجأت نعم تفاجأت و أعيدها مرّة أخرى تفاجأت. لماذا؟
عملت وسائل الإعلام على إيهامنا بأن المجلس النيابي فيه كتل متنافرة متباغضة متخاصمة، وردّدوا ثنائيات إسلامي علماني حداثي رجعي بروليتاري خزناجي زوّالي ماركانتي. يسار يمين. فإذا بي أسمع صوتا يتّخذ من المصلاحجية دثارا و القوادجية إزارا و البلاغجية قرار. ولولا المعرفة الخاصّة ببعض الوجوه و انتماءاتها لخلنا المجلس على وتيرة "وحدة ونصّ"
فسقطت تلك الأكاذيب، و اتّضح أنّها ماعون صنعة الإعلاميين للثراء من غباء النّخب الّتي تردّد في علانيتها ما هو ليس في سرّها..وظهر أن النّائب هو في الأخير ابن بيئته بالكفتاجي المتنوّش و "الحمرة كحلة" و "الليقة تجيب" و "عدّي راسك".
فلا فصل للدعوي و لا السّياسي و لا قسمة بين الديماغوجي و العقلاني. و لا ديني و لا عيني كلّهم اصطفوا في عراك طبابلية غايتهم الظّهور في أبهى صورة و التّنصّل من المسؤولية عدا قلّة بالأصابع .
وكشفت العقول التي سحبت الثقة من الحكومة أنّها تعمل بالويفي التقليدي وهو طاعة أولي الأمر و الخضوع التّام لإرادة الكبير مهما كان فساد مصدره. والمبدأ هو " اسمع كلام الشّيخ لا ترصيلك في الهمّ تحير"
هو عرس محلّي، غاب عنه الروز بالفاكية و كانت الزغاريط أكثر من الكسكسي.
فردّدت في سرّي: على البرلمان عصابة هيلة هيلة يا شوشان.
مع الاحترام لكل مناضل صادق أو مناضلة صادقة لم يخن مبادئه. أو لم تخن مبادئها.