المدرسة ليست مجالا للمناورات.

Photo

طالع المتابعون للشأن التربوي بوادر هجومات يشنها طرف اجتماعي، لم يحالفه الحظّ في النيل من صديق الأمس عدو اليوم المفترض.

ماذا يعني أن يقع إدخال المدرسة في عراك جديد لم ينفع معه لا الإضراب الحضوري الإقليمي أو المركزي أو التجمّعات الحاشدة و لا فتح الأسبوع المغلق و لا الاضراب الاداري و لا الامتناع عن حضور مجالس الأقسام أو التّهديد بتعطيل الامتحانات الوطنية؟

لقد فشلتم، كل تلك التّحركات عادت وبالا على المدرّسين. و أصبح الاستظهار ببطاقة تعريف شبهة لأي مدرّس. لماذا؟ لأنّ إعلام المزابل استطاع أن يصوّر المدرّسين في أبشع صورة وهي مصّاص مال الشّعب و العاطل عن العمل طيلة السّنة؟ صورة لا يمكن محوها بسهولة من اذهان عامّة تلتقط كل إساءة له.

هل ستقع في الاعتصامات بالمندوبيات مراجعة التعيينات فيها وخاصّة المتعلّقة بالمديرين الّذين كان تعيينهم أمرا غير عادل منذ 2012 ؟

هل ستقع في الاضرابات إصدار لوائح تسأل عن مصير استشارة وصلت للمدرّسين منذ 2012 حول إصلاح المنظومة التربوية و أكلتها جرذان النسيان؟

هل سيبحث المجتمعون في السّاحات العامّة عن مصير منظومة تربوية جديدة ليس للمدرّس أي دور فيها؟

ارفعوا أيديكم عن المدرسة، فالمدرّس لم يعد عزيز قوم ولم تعد المدرسة منارة المعرفة و الأخلاق، بل أضحت جحيما يوميا لا يعرف الماسكون بالكراسي حجم معاناة المدرّسين من عنف و أوساخ و سوء أخلاق و ما لا يحسن أن يرسم

بالقلم.

المدرسة تحتاج أشخاصا يؤمنون أنّ المدرسة قدر الفقير و حصانة الزوالي و مشروع وطن يعيش فيه الكل دون استثناء بسلام.

المدرسة تحتاج شخوصا لا ينامون عن خدمة المدرّس في كرامته و يحرصون على صونها و الابتعاد عن التنكيل بها.

المدرسة تحتاج شخوصا يقدرون على تقديم البدائل الواقعية من حيث التكوين و الأجر و التعاونيات لتجاوز المشاكل و ليس ترقيعها.

المدرسة تحتاج شخوصا لا يلقون بها في جحيم الخوصصة المحتوم.

المدرسة تحتاج شخوصا يغيّرون أنفسهم قبل أن يطلبوا من غيرهم أن يتغيّر.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات