مراجعة النظام التقييمي.

Photo

يبدو أنّ سلطة الإشراف تتجه إلى تعديل المسار التقييمي. هو قرار شجاع في الاتّجاه الصّحيح يبعد المدرسة عن استغلال هذه الكبوة و تعطيل الدّروس و تجييش النّاس ضدّ المدرسة العمومية.

هذا القرار يأتي منسجما مع حقيقة التعليم و التعلم، فالمنظومة التربوية الجافة و الصّارمة زال زمنها. وهي تسير وفق اجراءات إن ثبتت المصلحة تبقى و إن ظهرت الأعراض يقع تفاديها بسرعة كي لا تجد من يصطاد لها في مياه العفن من جميع الأطراف.

التقييم هو عملية مرنة تقتضي تعديلا متواصلا. ومهما وقع من هفوات و سوء تخطيط فإن العمل على التعديل اليومي و الشهري و السنوي بات حالة عادية. فنخرج من كذب الدّيمغوجيا القديمة التي سجنت المدرسة في اجراءات بيروقراطية صارمة أفقدت المدرسة جوهر وجودها وهو التقييم المتواصل المستمر القابل للتعديل في أي فترة.

هذا القرار إن صدر بالسّرعة اللازمة لا يحجب واجب المساءلة لكل من افتقد الدّراية التعليمية التعلمية . و ابتدأ بآخر مرحلة وهى الزمن المدرسي و حافظ على البرامج و المحتويات التعليمية.
التعليم و التعلم ليس طقسا محنطا بل هو عملية تحتاج التّشخيص المبكّر و بناء تصوّرات تتماشى مع الواقع التعليمي.

و مصلحة المتعلّمين في بناء تعلّمات يقع اكتسابها في فترات متدرّجة و متسلسلة. ومتى تعارض التقييم مع رسالة المدرسة في الانتفاع بالمعارف و المهارات و المواقف يمكن التخلّص من كلّ معرقل مهما كانت صرامة البيروقراطية اللعينة.

مدرسة أبناء الشّعب

المدرسة العمومية قطب المجتمع للخروج من استبدادية التسلّط و نرجسية الشّخوص و فهلويات الفاشلين. المدرسة العمومية هي طريق النجاح للمجتمع في الحاضر و المستقبل.

لــنــبــعــدْ المدرسة العمومية عن العراك و الخصومات. و لا تكون ساحة نزال، بل هي فضاء تعايش و تعليم و امن و تبادل المعارف و تحابب.

من له حقّ يذهب إلى الدّوائر المسؤولة و يأخذ حقّه. و يحتج و يمارس مواطنته بعيدا عن أسوار المدرسة العمومية في تنظيمات جمعياتية و سياسية. فالمتربّصون بها يتصيّدون فشلها كي يقع القضاء عليها.

اتركوا المدرسة العمومية بعيدة عن المتاجرة السياسية الرخيصة و الاجتماعية العفنة. كل من يدخل إلى المدرسة فهو طالب معرفة و منتج لها. و يحيا في أمن السّلامة و الرقي الحضاري و الإنساني.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات