لنحاول أن نخفّف حجم النذالة عند أشباه الصحفيين. هم يتعبون كي يجدوا خرافة يروّجونها لمتفرّجين همّهم الأساس هو سماع السّب و الشتم و القذف العلني لأشخاص يفسدون على أسيادهم التنعم بمال الشعب في صمت.
حاولوا أن تجدوا لهم الأعذار. هم يعشقون حبّ الظّهور و لديهم عقدة قتل الأب مهما كان أب حقيقي أو شعب أو وطن. لا يهم المهم أن يسمعوا طنين مسخرتهم يعاد من جديد على أفواه فاقدي الدّراية.
كان المفروض أنّ هؤلاء المرضى من الإعلاميين الرأفة بحالهم و توجيههم إلى أقرب مصحة نفسية فهم خطر داهم.لا تصدّرهم المنابر التلفزية ليخرج من أفواههم ما يعطّل بناء الوطن. و مادام أولائك المرضى ينتفخون و يصولون فلا تنمية و لا تقدّم و لاخروج من عنق الإفلاس. فمتى يفهم البصير بشؤون الدولة أنّ أولائك عقبة في سبيل الزحزحة عن شفير الهاوية.
التّطاول على المربّين هو من أعراض مرض الفصام عندهم. فهل يعقل أن يوقدوا شموع كذبهم على من أهداهم مفاتيح المعرفة التي يتكلمون بها؟. المربّي له رسالة إنسانية خالدة مهما بلغ سهمه منها. وهم يؤدّلجون و يدجّلون و يثرثرون فقط لإظهار عشقهم اللامحدود للذات المتعالية و المنتفخة فيهم و خدمة لأسيادهم الذّين يطأطؤون أمامهم الرأس و مسح أشياء لا يحسن بالحر أن يكتبها.
لنحاول أن نطمس أكاذيبهم بعدم ترويج تفاهاتهم و التندّر منها. هم يختارون المواجهة الصّادمة مع القيم و الأخلاق و الوطن كي يجدوا الترويج الواسع. مثل أبله الحومة يسب الدّين كي يضربه بعض الفروخ فيزيد من ذلك. وهكذا يضحكون منه و يسمعه الناس و يدعون له بالشفاء فهو مجنون. و رفع عنه القلم.
ومثلما قال العروي " بيني و بينكم فلسة" هؤلاء الأشباه مبيدهم الوحيد هو التجاهل و النسيان. فسينتهون بسرعة و تجدونهم في مقهى الصحفي مهلوسين يذكرون أسماء كل من وظّفهم لخدمة أغراضهم الدّنيئة.
الشّعوب لا تتقدّم إلا بالعلماء و المفكرين و الفلاسفة و المربين و الإعلاميين الوطنيين و المهندسين الفلاحيين و التّجار الشرفاء و السياسيين الّذين يعشقون الوطن. ومتى غاب هؤلاء و غيرهم و وجدت أنّ التلفزة و الإذاعات يتصدّرها غربان الشؤم فاعلم أنك في وطن خارج الزمن.