و انطلقت "المحلّلة" في بيع رياح الوهم الأيديولوجي. المقال صورة مصغّرة لحالة المرض الّتي نعاني منها منذ سنوات. نفس تلك الخلطة الكريهة من خصومات في ظاهرها سياسية و في باطنها أيديولجيا سافلة. نفس الاسطوانة المشروخة. كيل التهم لحزب، و رصّ مقصود لذكريات كرهها الزّمن، بل أصبحت الدكتاتورية أرحم أمام هول أفعال هذا الحزب. .
إلى متى ستبقى إذاعاتنا العمومية رهينة بيد مؤدلجين؟ إلى متى سنسمع كلاما يفرّق المواطنين؟ هل الحرّية تجعل التجاذب السياسي خبزا يوميا للنيل من الخصوم؟ هل يسمع رؤوساء التحرير ما يخرج من أفواه لا تعرف أنّ الوطن للجميع و من يزرع البغضاء سيحصد النّدم؟
• كنّا نودّ أن نسمع في إذاعة ثقافية أخبار المثقفين و إبداعاتهم.
• كنّا نرغب أن نعرف سير حياة الفنانين و نضالهم من أجل أن يصبح الفن في خدمة المجتمع.
• كنّا نحسب أننا قطعنا مع الاستبداد كي نعيش حرّية المبدع.
• كنا نريد أن نرتشف قهوة الصّباح على قراءات أدبية تدعم أواصر الوحدة بين المواطنين.
يبدو أنّ بعض المصدومين بحرّية الشّعب ساءهم أن يصبحوا "رهينة في تركينة" لذلك لا يفوّتون فرصة لتسميم عيش المواطن الصّالح.
الإذاعات العمومية ملك للشعب. و لا يحقّ لأي مؤدّلج أو متزلّف أو سويسي أن يعبث بشرف مهنة الإعلام التي أساسها الحياد و أن يمرّر أجندا تخريبية على حساب مصلحة الشّعب في السلم الاجتماعية.