تكريم فاقد الطّعم التربوي

Photo

إذا كان من حقّ كلّ قطاع أن يسند إلى عمّاله و موظّفيه اعتبارا تشريفيا رسميّا فهو يحتاج إلى معايير يقع ضبطها كي يتنافس حولها المتنافسون لنيله.

المعيار الأوّل

نادت ثورة الحرية في بلدي بالشغل استحقاق، ولعل من أوجه االشغل هو إعلاء قيمة العمل بالحضور و المواظبة و التفاني فيه و الاجتهاد في تطويره.

المعيار الثّاني

نادت ثورة الحرية في بلدي بالكرامة، ومن أوجه الكرامة هو صيانة المرفق العمومي و العمل على تقديم صورة مشرّفة عنه و ترك كلّ ما يسيئ إلى السّمعة الشّخصية و الصفة التعيينية.

المعيار الثّالث

نادت ثورة الحرية في بلدي بالإرادة، ومن أوجه الإرادة هو حبّ التغيير و تبديل السّروج المهترئة، و يتّصف العامل بالمقاومة الشّرسة العقلانية لكل مظاهر الفساد و سوء التّصرّف و نقد المحسوبية و الوقوف درعا حاسما ضدّ الولاءات و الجهويات.

المعيار الرّابع

نادت ثورة الحرية في بلدي بالحريّة، ومن أوجه الحرّية هو حبّ الحياة الفاعلة. و لاشكّ أن التربويين يقومون بدور وطني و معرفي و حضاري، ويتفرّد منهم شخوص تنتصر إلى إغراق عبودية الخضوع و الخنوع و الطّاعة البلهاء، و إحلال محلّها المبادرة و المشاركة التعاونية.

كم يحتاج تكريم التربويين إلى مصداقية و نزاهة تبعده عن الحسابات القميئة و الصداقات الفاسدة و التزّلف المبيّت . و يبدو انّ كل شيء تحوّل في بلدي إلى مايشبه الشّغب الهالك.

ما يزعج أن يتحوّل مشهد التكريم الرّسمي إلى حفلة مسرحية عبثية تشرّع للخديعة و الافلات من الانضباط و ترسي مقوّمات عمل تسرّع بالتكركير والركشة. فأيّة رسالة ستصل التربويين الصّادقين؟

و سنظل نحلم بمشروع تربوي يرسي مقوّمات الشّغل والكرامة و الإرادة و الحرّية يستفيد من حماقات المتشعبطين بتاج الكذب الجبان و الصّور الصدئة.

في الأخير التكريم الحقيقي يكون من بسمة متعلّم يشهد لمدّرسه بأنّه كان منارة حياته.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات