بعد خمس سنوات.

Photo

كانت البلاد ترزح تحت طغمة فاسدة، و تمكنت ماكينة الاستغلال أن تستولي على ثروات البلاد. و خسر الشّعب بكلّ جهاته فرصا للنيل من الجهل و تدمير الأميّة.

انتهت لعبة بالأمن و الأمان، و فهم المواطن أنّ خبزه المدعم و زيته الناتن و سكّره المرّ هي ديون متخلّدة في حساب الأجيال القادمة. فمولانا كان يوزّع بعدل الاستبداد الكراهية في كلّ الميادين، و أصبح الموظّف لا يربطه بمكان عمله إلاّ ملاليم آخر الشّهر. و لا يستحي عامل نظافة أن يفرغ زيت محرّك الشّاحنة كي يفسد و لا يقوم بعمله.

اليوم تركوا التفكير في تحويل طاقات البلاد إلى محرّكات عمل كي تقدر على تسديد الدّيون، و انطلقت الذّئاب السّارحة في نبش القضايا الفقهية و التبربيش عن النعرات الجهوية ، و انتشرت في القنوات الندّابة الفزاعات بخطر الإفلاس و نهاية التاريخ و ظهور الأمراض القاتلة.

الوجع على هذا الوطن المقهور مرتين: فمرّة بيد الفاسدين السياسييين و مرّة بيد المقامرين الإعلاميين. يا بلدا كلّ من قرّب لك ترياق الشّفاء إلاّ و تكدّس ذباب المستنقعات تعلن أن الخير في بقاء الحال على قيحها.

متى نتخلّص من أوئبة الاستغلال؟ متى يعود للوطن أسياده الشّرفاء؟ متى يعود للوطن عقل يجمع الغيارى و النشامى؟ ألهذا الحدّ الفاسدون الأقلّ عددا يسوّدون عيش الكثرة الكاثرة؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات