تحوّل مهرجان السينما اليتيم في البلاد إلى عرض فرجوي على أحدث موضة غربية. و خرجت النسوة في لبوس يذكّر بخروج حواء . وظاهرة العري هي سمة تلاحق البشرية في مكبوتها العلائقي. فعندما يتعطّل العقل النّاظم لأسباب التعايش المتحضّر تظهر إفرازات الشّهوة في جرأة تغيب فيها لمسة الفن و الإغراء المحبّب للنفوس و المشبع للغرائز الدّافئة.
السينما التي أبدعها الفرنسيون،لم يصل لنا منها إلا سينما المؤّلف التي انبرى فيها لفيف من سقط المخرجين ليكشفوا عورات النساء في لفائف بخورية ترجع إلى بدائية سمجة عافتها مدنية الإنسان الحديث.
هؤلاء الذّين صندقوا الفعل السينمائي في غريزة بهيمية تسيل اللعاب و تعطّل العقل الضابط ويعتنون بتفصيل تحرّك النهم الجنسي كي يقدّموا مادّة مسمومة يقبل عليها المتفرّج المكبوت، فيجد متنفسا في مشاهدات تعوّضه الحرمان الشّبقي. و يجني منها أبناء السافلة أموالا وجاها لقاء خدمتهم لأسيادهم المتحكّمين في رقاب البشر بجزرة الجنس و عصا الصّعوبات المالية للتزوّج و إتمام مشروعه التناسلي في الحياة.
سينما الفعل في قضايا المجتمع و تطويره هي مسألة لا تنفتح لها صناديق الدّعم التي تقدّمه لأشباه مهما قدّموا من فرجة باهتة فإنها تخلع لهم الأبواب ليجدوا المال هادرا في حساباتهم البنكية. فالصفقة واضحة سيناريو مفكّك حنيني nostalgique يعالج ظاهرة الشعوذة و الجنس و صراع النساء و طفل صغير يفتح عينيه على فخذ طفلة ثم صور تصاحبها موسيقى مثيرة للشهوات تنفتح على دقائق الجسد الأنثوي المبتل. و انتهى العرض. و تحقّق المشروع البهيمي التبهيمي.
• متى تصبح السينما تنقل الواقع المرضي في المجتمع و تبحث له عن حلول واقعية؟
• متى نبني مشروعا سينمائيا نحارب به ثقافة الاستيلاب و التقوقع و الاغتراب؟
• متى نحبّ هذا الوطن و نخلص لشعبه في سينما لا تسخر منه بل تقدّمه للشعوب الأخرى يسير نحو التغيّر السّريع خدمة للإنسانية جمعاء؟
• متى يقع القضاء على البيروقراطية الإدارية و ينطلق الإبداع السينمائي في أفاق رحبة؟
سينما البودور هي سينما ربح المال لحفنة من الأغبياء يظنون واهمين أنهم يمرّرون فرجتهم دون دفع للحساب. ولكن سيكون للبلاد رجال يصدقون ويرجعون الأموال التي أخذها " الأوغاد " ليبثوا السّموم بدل نشر الوعي الرّشيد.