حقيقة أشعر بمرارة ليس لأن الأزلام عادوا برقاعة البليد. ولكن لأنّ الظلم سيعود يوما و يخسر الشّعب أرواحا جديدة و عقولا فذّة و نفوسا طاهرة و أوراحا تفدي الوطن بإخلاص.
خالص العزاء لكلّ من اعتقد أنّ الجرثومة الضّارة يمكن أن تتحوّل يوما إلى ترياق النّجاة من وحشية الجهل و سوقية العبودية. للتاريخ صولاته و سنتابع سقوطهم يوما كناموس خريف موحش.
كنا نحلم بوطن يجمع و يتقدّم بأبنائه جميعا؛ ولكن للعقد الاحتقارية و العمى الأيديولوجي أحكام قاسية. الأزلام الذّين أذاقوا الشّعب ظلما كاسرا بدعوى الحفاظ على أمنه، فسرقوا ماله و أنزلوه مستنقع المديونية المذلّة .مازال حبّهم للظهور للإجابة اللاذعة عن شماتتهم بصرخات جلسات الاستماع لضحياهم. هذا ردّهم.
إن كان الشّعب بطبيعته السّمحة لا يجاري كلاب الأوباش فإنّ التاريخ الذّي تستنجدون به سيفضجكم أحياء ثمّ جيفا أمواتا.
فضحايا عنجهية التعذيب خالدون و أنتم في أسفل مكانة و مهانة.
لماذا واجه أبناء الشّعب الرّصاص الحيّ؟
أ ليخرج علينا كبير الأزلام بكتاب يوثّق فيه جرائم جعلت الشّعب في قاموس الجهل و الغياب من الحضارة. حقيقة مخجل و نذالة ليست لها من إجابة إلاّ مزيد احتقار أبناء الحفيانة من الموتى بالحياة؟
كل من حكم هذه البلاد ظلما و احتقارا خرج محتقرا ذليلا.
كل من حكم هذه البلاد احتراما و تقديرا و شرفا خلعته يد الاستعمار و تسبّبت في موته فخرج الشّعب مشيّعا قائدا فذّا. لك الاحترام باي الشّعب منصف باي حبيب الشّعب.
يعيشون جيفا في بروج عالية منقطعة عن البشر.
و يتصوّرون أنّ احتقارهم لأهالي البلد يزيدهم مجدا. سيكتب التّاريخ أنكم أو سخ من ظفر زوالي لا يغسل قدميه تعبا من أجل لقمة كريمة لأبنائه.
• كلوا الأطعمة الفاخرة.
• ناموا على ريش النّعام.
• اركبوا السّيارات الفارهة.
• .سافروا بأموال الشّعب إلى أقاصي الكون.
• احتقروا و الزّمن سيحتقركم.
يوما سنجدكم في كفن أبيض و تنتظرون النزول في حفرة طولها مترين و يغلق عليكم اللحد كلّ أمل في النجاة من برزخ قد تجدون فيه قصاصا عادلا.
و سيعود المناشدون و السّماسرة للبحث عن جيفة جديدة ينفخون فيها الحياة فهم قراد لا يعيش إلاّ من مصّ دم الشّعب.