يوميّة متعلّم مقهور

Photo

لا شكّ أنّ نهاية سنة دراسيّة هو أمر مفرح للمتعلّمين، انطلاقا من 25ساعة ووصولا إلى 33 ; 36 ساعة أسبوعيا و6 ساعات يوميا. فهم سيرتاحون من عناء الجلوس على مقاعد ألواحها مقتلعة، فلا يبقى منها إلا حديدة باردة. تؤلم العانة، وتقوّس الظّهر المحدودب بكثرة الكتب الباهتة.

سيرتاح المتعلمون من النهوض باكرا في حدود الخامسة صباحا، فلقد ناموا متأخّرا بعد أن أنجزوا جميع نزواتهم الفايسبوكية والتوترية، ولن يصلوا إلى المدرسة إلاّ بعد تخضخيض "الكار "، تلك العجوز المهلهلة الّتي ستوصلهم في حالة الهياج المطلق.

فيصبّون جام غضبهم على بلور القسم، ويركلون الأبواب المستعدّة للفتح الطّوعي، ويتراقصون فوق المقاعد، ولا يقفون أمام الباب فهم لا يحتاجون إلى طابور منظّم؛ بل الفوضى هي شكل تنظيمي أكثر قوّة من الانتظام والنّظام. وأمّا الجدران فتتحوّل إلى مرايا تكشف سوء السّلوك وتخبر الخربشات كراهية مقيتة للمدرسة ومحيطها.

تبدأ حياة المتعلّمين برنين الجرس وتنهي بآخر؛ ولكن الجرس المحبّب لهم هو جرس النهاية، فينطلقون كالأرانب الفزعة من هول الحصر القسري، وتنطلق الحصص التعليمية بفتح لكرّاس ونسيان كتاب وطرد عفوي أو قسري، هي دورة السّؤال عن المفقود. وأمّا المعرفة فهي أكلة باردة ستسخنّها الفوسكة التي تجعل المجتهد يستاء من تساويه مع صاحب الرّكشة والفصعة.

لسائل أن يسأل:

من الّذي وضع الزّمن المدرسي؟ مختصّ في التعليميّة أم خبير شارف في الإدارة. هل كان في كامل قواه العقلية وهو يخلّ بالتوازن البيولوجي والمعرفي والتعليمي؟ هل وقع تجريب الزّمن المدرسي في أماكن متنوّعة قبل تعميمه قصد الوقوف على فاعليته أو محدوديته؟

هل وقع تقييم تجربة الزمن المدرسي وعلاقته بالمعارف المقترحة؟

لماذا تتعدّد المواد التعليمية في مراحل التلعيم؟ هل من الضّروي إعادة النّظر في الزمن المدرسي وفق نظرة شاملة وليست جزئية ترقيعية؟ أسئلة كثيرة، لم نجد لها إجابات إلاّ في حالة الهيجان القصوى التي تعرفها مدارسنا، والمحزن أن تتحوّل المدرسة إلى فضاء يرجمه المتعلّمون بشتى أنواع القاذورات من بيض وتقطيع الكرّاسات أماهه في آخر أيام السّنة الدّراسية.

رجاء: لنتحاور مع المتعلّمين.

وليفهم كلّ مقبل على إصلاح الزمن المدرسي أنّ الزمن ليس عقارب ساعة فقط، بل هو عيش مشترك في فضاء تعليمي تعلّمي.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات