قيل:
"استقيل و إلاّ نمرمدوك".
*استقيل
• استقيل: فعل في الأمر يدل على طلب ممكن الحصول شرط القبول.
• استقيل: فعل مزيد بثلاثة حروف جذره)ق. ي.ل(
• استقيل: فعل يتضمّن ذاتا آمرة أرفع درجة من الذّات الخاضعة.
• استقيل : هو إجراء إداري صرف طوعي.
مستوى اللغة: فصيح
*نمرمدوك:
• انمرمدو. فعل في المضارع المرفوع يدل على استمرار
• انمرمد و: فعل رباعي مجرّد جذره) م. ر.م.د)
• انمرمدو: فعل يتضمّن ذاتا جماعية قادرة على إحداث أمر ما.
• انمرمدو: هو إجراء إجرامي صرف.
مستوى اللغة: سوقي سيء.
لا شكّ أنّ اللغة كاشفة عن حقائق القائلين بها، فالقولة معادة عن طرف مجهول يظنّ نفسه أقوى من الشّخص الموجّهة إليه رسالة التّهديد و الوعيد.
ربّما توهّم خطأ أنّ الفعل الإنشائي( استقيل) يقدر على التّعجيل بعمل يوضع في خانة الخبر.
قد يذهب السّوء بالبعض إلى تأويل الطّلب الزّجري المترجم بأنتَ( استقيل) بإعفاء المطلوب منه أن يغادر منصبه؛ بل على العكس هو يطلب منه أخذ قيلولة في الصّيف.
صاحب الذّات العليّة الصّادر عنه القول رفس جميع سلطات البلاد التنفيذية و القضائية و التّشريعية في توجيهه هذا الخطاب. فهو رئيس كلّ السّلطات فهو الحاكم الفعلي القهّار.
إذا كانت العلاقة بين الطٍّرفين عموديّة، فيحقّ لصاحب القول أن يمرّمد.
من الشّطط في التّأويل اعتبار نمرمدوك فعلا دونيا، فهو يريد بعث طائر الفنينق من الرّماد.
كشف الفعل نمرمدوك أنّ الفاعلين جماعة، وهي قادرة على الفعل في أيّ كان.
بين الفعل الفصيح و السوقي السّمج تعتصر خمرة الجراثيم السياسية في البلد.
استغرابي الوحيد.
لماذا لم ينفّذ تهديده اللغوي و تجاوز إلى الفعل المادّي؟
يبدو أنّه يداعب و يرفّه عن نفسه. و تلك خسارة كبرى.
كثيرا ماصدّعوا رؤوسنا بأن مصائبنا من البنك الدولي و صندوق النقد الدّولي و السفارات الأجنبية. وهذه القولة ترجمة حقيقية لفساد داخلي من ذوي القربى. و ظلمهم أشدّ.
إِذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالتمرميد مهدّدا******** فَلا تلومنّ الفزاغيل على الوعيد.
"استقيل و إلاّ نمرمدوك".
لم أقرأ أي بيان تنديد بها. حزبي أو جمعياتي.
لم أسمع أنّ اجتماعا عاجلا وقعت الدّعوة إليه.
لم أر حوارات تطنطن بها.
مــرّت العبارة و كأنّ الأمر عادي، لا يحتاج إلى استنفار عاجل.
فــثمة فرق بين الشّخص في ذاته و المسؤول الحكومي.
فمن قيلت له ليس على ناصية طريق ، فهو رئيس السّلطة التنفيذية. معناه الحاكم الفعلي للدولة.
كيف السّكوت عن عبارة سامّة؟
لماذا لم يتحرّك الممثل القانوني لرئاسة الحكومة لتأكيد الخبر ( التهديد ) أو نفيه و القيام بالاجراءات اللازمة.
ألهذا الحدّ اختزلنا رمزية الدّولة في تشعبّات الخصومات.
يرتحل المسؤولون و تبقى الدّولة و أجهزتها منيعة بسلطة القانون الضامن لتعايش سلمي بين الأفراد.
سلطة الشّعب بين أيديكم.
لم يبق أمام مجلس الشّعب إلاّ تجديد الثقة في رئيس الحكومة و تشكيلته.
فالمجلس إن صوّت على سحب الثقة. فهو سيفقد صلاحياته. فقراره سيكون تحت طائلة " استقيل و إلاّ نمرمدوك" أي أنّه خضع لسلطة قويّة نافذة خارجية لا يقدر عليها أحد.
و إن صوّت بتجديد الثقة فهو سيعيد الثقة في رمزية مجلس الشّعب و قدرته على تجاوز القوى الخارقة الخارجية التي تتحكّم بالويفي. و ينتصب مناصرا لشرعية السلطات الثلاث.