الصّابرون على الأذى

Photo

يظن بعض السّوقة أنّ المدرّسين لهم عداوة شخصيّة بالماسكين بالإصلاح. وهو فهم سطحي فارغ من كل عمق المعاناة.

المدرّسون لم يعترضوا على التّعديل في نظام العطل. وقبلوا به . ولم يخرج أي معترض على إيقاف الدّروس بعد فترة وجيزة.

المدرّسون انتظروا التعليمات الإدراية حتى منتصف اكتوبر و جاءتهم الفصالة دون قماش المعرفة. فقبلوا على أساس المشاركة في الإصلاح.

أجرى المدرّسون الفروض المستوجبة و مواقيتها و عددها تتعارض مع البرامج و الكتب المقرّرة في نظام التعليم و التعلّم.

المدرّسون اعتبروا إصلاح الزّمن المدرسي لخبطة عشوائية فهم أهل الميدان و الماسكون بمقود الحياة المدرسية، و طمأنوا المتعلّمين بأنّ كل ما يحدث لن يؤثر على نتائجهم.

المدرّسون فهموا أنّ عملية الإصلاح بناء فوضوي فهو أمر دبٍّر بليل و لم يحصل على ترخيص قانوني يجيزه. و انتظروا أن يستفيق أولوا الرّياسة في كشف الغمّة و الشروع في متابعة الاجراءات و إنقاذ ماء الوجه. ولكن لا حياة لمن يعتبر الكياسة في رجم المدرّس بالخطل.

المدرّسون صابرون محتسبون لهم المدرسة حصن المجتمع الّذي يأوي إليه أبناء أبرياء من كل دنس الغشّ في الإصلاح.

في كلّ بلاد العالم. المدرّس عزيز قوم تقدّم له الهديّة السّنية و تنحني له قامات الملوك و الرؤساء و يحظى بتقدير أدبي و بجزاء مالي.

فلماذا هذا البلد يناصب أبناءه المدرّسين العداء؟

لن تجدوا في العالم مدرسّين يصبرون على التلاعب بمصائر المتعلّمين قدر هؤلاء المدرّسين. فيكون جزاء حمايتهم للناشئة تصريحات منفلتة لا تقدّر حقّهم و صبرهم و معاناتهم. و لا تتفاعل معهم و تذهب و تبحث في حقائق الأشياء. ولكن العنطزة و العجرفة تعمي الأبصار الكفيفة أصلا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات